الأحد، 26 مارس 2023

بقلم أ / عمر إسماعيل/ دولة سورية / بعنوان / التفاصيل الصغيرة

 التفاصيل الصغيرة 

 تأسرني التفاصيل الصغيرة

في سهول الياسمين

          في سفوح الوهاد

              و في زوايا الخلجان المثيرة

تسلبني كل الأشجان 

و نسيم أناملي 

يجتاح زهور مروجها دون استئذان 

كأنها جمار غافية تحت رماد الأحزان

تتقاسمني صهوات همساتها

تتنهدني لياليها المفعمة بالحرمان

 تزخرف محرابها 

و صلاة  أناملي 

           توقظ فيها أنفاس البركان 

آه كم تتعبني التفاصيل الصغيرة

تسرق أنفاس الوقت

تلقيني في غابات الشرود

و حين يمزجنا كأس اللقاء 

أي سعير يطفئ فينا سعيره؟

كل الألغاز تنمو في بساتين التفاصيل الصغيرة

كاللحظات في أحضان الأعوام

تكبر 

تكبر 

ثم عليها السلام

كنجوم وقت الظهيرة

قالت أحبك  

و تركت شلال الشرود 

يتدفق عبر مسافات النظر الطويلة

يتساقط فوق بذور الأحلام

فتنمو أشجار

أزهارها 

جمعت كل نجوم الكون ببعض ضفيرة

و تظل تسائلني أطيار الحيرة :

لِمَ قاسية أناهيد التفاصيل الصغيرة ؟

18/3/2023

بقلمي عمر اسماعيل - سورية


الاثنين، 13 مارس 2023

بقلم د/ السيد محمد هانى عبد الغفار جمهورية مصر العربية قصة قصيرة بعنوان : المتهم البرئ

 بقلم د / السيد محمد هانى عبد الغفار

جمهورية مصر العربية

قصة قصيرة بعنوان :

 ( المتهم البرئ )

رجل عاش وتعلم أصول الدين وعاهد الله أن يقضى حياته فى الطاعة وإعلاء الحق والعدل وبهذا حلف اليمين 

عامل الناس بالخلق وكان خير صالح حكيم وهكذا كان قاضيا يحكم بالعدل مهيب 

لذلك كثر أعداؤه من الحاقدين 

لكنه ظل يحكم بالعدل والحكمة أعوامأً وسنيناً وأصحاب الحقد والضغينة يلاحقونه فما وجد نفسه إلا متهماً مكبل الأيدى بالأصفاد خلف قضبان 

من الحديد فى قاعة محكمة تملؤها الناس و فى نظراتهم دهشة وحسرة مما هو فيه 

 ووجد نفسه أمام قاضى بالمحكمة دون ارتكابه  جرماً أو إثماً فى حق الآخرين .

ثم بدأت المحاكمة بتلاوة عدة إتهامات .

وقال له القاضى : 

أنت متهم بعدة جرائم كثيرة تكفى بأن تكون مقيد الحرية لسنوات طويلة .

فأجاب الرجل قائلاً  : 

والله ما ارتكبت جرماً ولا إثماً فى حق أحد .

فقال له القاضى :

أنت متهم بأنك سارق معتاد .

فأجاب الرجل قائلاً :

أنا سيد قومى نبيل من أصل شرفاء .

فقال له القاضى :

أنت متهم بأنك محتال   بدهاء .

فأجاب الرجل قائلاً :

 أنا الأصيل طيب القلب لا أخدع حتى الضعفاء .

فقال له القاضى :

أنت متهم بأنك ظالم باستبداد .

فأجاب الرجل قائلاً : 

أنا بالحقائق نصير الفقراء .

فقال له القاضى : 

أنت متهم بأنك جاهل وسفيه .

فأجاب الرجل قائلاً : 

أنا بالعلم والحكمة أحد العلماء .

فقال له القاضى : 

أنت متهم بأنك مختل ومجنون .

فأجاب الرجل قائلاً : 

أنا بشهادة من يعرفنى كامل الأهلية وأتمتع بالذكاء .

فقال له القاضى : 

انت متهم بأنك كاذب خداع .

فأجاب الرجل قائلاً :

أنا رسول العلم مهنتى الصدق والوفاء .

فقال له القاضى : 

أنت متهم بأنك أهل النفاق .

فأجاب الرجل قائلاً : 

أنا جندي أحارب الظلم والبغاء .

فقال له القاضى : 

أنت متهم بأنك أهل السوء .

فأجاب الرجل قائلاً : 

أنا عبد صالح بشهادة النبلاء . 

فقال له القاضى : 

أنت متهم بالكراهية والعداء .

فأجاب الرجل قائلاً : 

أنا أحيا بالحب والعطاء .

وما كان إلا بصيحة قوية من الحضور اهتزت منها جدران قاعة المحكمة 

أطلقوا سراحه .

فاندهشت هيئة المحكمة لأمر الحضور وقرر قاضى المحكمة إطلاق سراح الرجل وإصدار حكم البراءة فكان الحكم ليس لقاضى المحكمة بل كان الحكم لقاضى السماء الذى من أسمائه الحكم العدل 

وهكذا عاش الرجل بين الناس مرفوع الرأس واستمر فى التمسك بعهده لله حتى بلغ العمر منتهاه وسطرت روايته بكتب التاريخ وكانت حكمته يتعلم منها الأجيال على مر العصور وخلد إسمه ليعيش مع الناس عصوراً وعهوداً .

فمن يتقى الله فى عمله ينصره رب السماء .

بتاريخ الثلاثاء ١٤ من مارس عام ٢٠٢٣