السبت، 21 ديسمبر 2024

نتائج افشاء المرأة للأسرار الزوجية والأسرية

 بقلم دكتور / السيد محمد هاني عبد الغفار 

الكاتب والناقد والمفكر السياسي 

جمهورية مصر العربية 

بعنوان : نتائج افشاء المرأة للأسرار الزوجية والأسرية 

إن إفشاء السر بين الزوجة وزوجها محرم شرعا ،  ويعظم الإثم ، ويعد من أعظم أنواع خيانة الأمانة ، وتشتد الحرمة إن كان الأمر يتعلق بالفراش . ومجرد إفشاء السر ضرر ، فكيف إذا ترتبت عليه أضرار أخرى ، فقد جاء الشرع بالمنع من إفشاء الأسرار الزوجية المتعلقة بالاستمتاع في الفراش .

 ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  :

إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا . 

" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .          " رواه مسلم "

 والمرأة كالرجل ، فيحرم عليها إفشاء سره .

طرق إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية : 

الطريقة الأولى : 

من خلال إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة ، وهى تعد من أخطر الطرق واشدهم خطورة من حيث النتائج .

أولا : نشر بعض الحالات التى تدل على سوء الحالة النفسية والمزاجية للمرأة على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، تويتر ، واتساب ، انستغرام ، وغيرها كثير من نوعية هذه المواقع فيظهر أمام من يرى ويتابع هذه المواقع من أقارب ، وأصدقاء ، وجيران ، وغيرهم ، سوء الحالة النفسية والمزاجية للمرأة .

فهناك ذئاب بشرية متنكرون على شكل رجال وكذلك أفاعى متلونة فى شكل نساء ، وكلاهما  معدومي الضمير ، يترقبوا تلك الحالات التى تخص النساء ليكونوا فرائس سهلة لهم للإيقاع بهم فى بحر الخطايا والذنوب أو من أجل المكسب المادى .

النوع الأول : ذئاب بشرية  متنكرون على شكل رجال :

 وتكون البداية عن طريق اقتحام أحد الرجال حياة تلك المرأة ، بإرسال رسالة خاصة تبدأ بالتحية بأجمل وأرق الكلمات ، والصور للصباح والمساء ، وتقع المرأة فى الفخ عند الرد على تلك الرسائل ، بتبادل الردود بالرسائل ، وبعدها يبدأ التعارف بينهم ، وبعد ذلك يوقعها هذا الذئب اكثر واكثر فى فخه ، عند رمى شباكه بطرح الأسئلة الخاصة عن أسباب سوء الحالة النفسية والمزاجية لها ، وتبدأ تلك المرأة بافشاء أسرارها الزوجية والأسرية ، فتدخل تلك المرأة مصيدة هذا الذئب ، بكلماته المعسولة بالمغازلة ، وبكلمات محلاة بالحب والشجن ، فتتطور العلاقة وتبادله هى الأخرى بأحسن الكلمات والمشاعر ، متناسية بأنها إمرأة متزوجة ، ويبدأ الوقوع فى بئر الخيانة ، وفى شباك الأسر تحت مخالب وأنياب الذئب ، التى لا تعرف الرحمة ولا تعرف الحلال والحرام ، فيبدأ الذئب باعترافات كاذبة بحبه لها ، وبرغبته بالزواج منها والارتباط بها ، ويطلب منها ارسال صورها الشخصية بعد إلحاح شديد منه ، وتوافقه وترسل صورها ، ويبهرها بكلماته ومغازلته لها بأنها أجمل نساء الدنيا ، وبعدها يطلب منها بإسم الحب محادثتها من خلال إستخدام كاميرا الفيديو ، لرؤية المرأة التى أحبها ، ووقع اسير حبها ، وتوافق على طلبه ، وهنا يبدأ الذئب الصياد بالفتك بفريسته ، ويطلب منها مقابلته ، ولقائها وجه لوجه ليتبادلوا مشاعرهم الحقيقية تجاه بعضهم البعض ، فتوافقه على طلبه ، وتقع فى بحر الخيانة الأعظم ، ويتم تصويرها فى أحضان الذئب ، ويبدأ بابتزاز فريسته وتهديدها بالحاق الفضيحة والعار لها ولأسرتها إن رفضت طلباته المادية ، أو الجسدية أو كلاهما والموافقة على كل رغباته المحرمة .

النوع الثاني : أفاعى متلونة على شكل نساء : 

  وتكون البداية عن طريق اقتحام احدى النساء حياة تلك المرأة ، بإرسال رسالة خاصة تبدأ بالقاء التحية وبعدها محاولة التعارف عليها كامرأة مثلها ، وتقع المرأة فى الفخ عند الرد على تلك الرسائل ، وتبادل التعارف ، وطرح أسئلة خاصة عن زوجها وأسرتها ، وأسباب سوء الحالة النفسية والمزاجية لها ، وتبدأ تلك المرأة بافشاء أسرارها الزوجية والأسرية ، فتدخل تلك المرأة جحر هذه الأفعى السامة ، بكلماتها المعسولة بالمغازلة ، وبكلمات محلاة بأرق الكلمات ، بأنها تستحق أفضل من زوجها ، وتبدأ تلك الأفعى بلدغ تلك المرأة ، ونشر السم داخل جسدها ، وتجعل منها أسيرة لكلماتها ومكائدها ، حتى لا تشعر بتضحيات زوجها لها و لأسرتها ، وتبدأ تلك الأفعى بنشر السم أكثر وأكثر بأفكار هذه المرأة باغرائها بأحد الرجال ، بأنه أخ لها ويبحث عن إمرأة بنفس مواصفاتها ، ويبدأ سريان مفعول السم ينتشر بعقل وجسد تلك المرأة وتتناسى بأنها إمرأة متزوجة ، فتوافق على التعارف بذلك الرجل ، وبالفعل يبدأ التعارف على الذئب الصياد ، الذى يرمى بشباكه ، بأفضل الكلمات بالإعجاب والمغازلة ، ويزعم بأنه يحبها ، ويرغب بالزواج منها ، وتتطور العلاقة بتبادل المشاعر ، وتقع تلك المرأة فى بئر الخيانة ، وهنا يبدأ الذئب باصطياد فريسته ، ويطلب منها مقابلته ولقائها ، وهنا تقع تلك المرأة فريسة بإقامة علاقة محرمة ، وتقع فى بحر الخيانة الأعظم ، ويتم تصويرها فى أحضان الذئب ، ويبدأ بابتزاز فريسته وتهديدها بالحاق الفضيحة والعار لها ولأسرتها إن رفضت طلباته المادية ، أو الجسدية أو كلاهما ، ومن المحتمل والمؤكد أن يرغمها على إقامة علاقات محرمة مع رجال آخرون من أجل المكسب المادى .

لذا قد صنفت هذه الطريقة من أخطر الطرق واشدهم خطورة من حيث النتائج ، لأن جميع النتائج تؤدى إلى الخيانة الزوجية ، وإلحاق الفضيحة والعار أو الموت بالنهاية ، وكذلك تدمير الحياة الزوجية فى كافة الحالات ، واكتشاف الخيانة الزوجية مؤكد مهما حرصت الفريسة على الكتمان وعدم كشف أمر خيانتها لزوجها .

الطريقة الثانية : 

وتأتى من خلال إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية لاحدى الصديقات ، أو الأقارب ، أو الجيران وذلك من خلال الفضفضة ، أو نوع من أنواع الدردشة بين السيدات .

ومن خلال هذه الطريقة نحدد نوعين من الأشخاص ، ولهؤلاء الاشخاص ، عدة نتائج الأولى إيجابية ، والثانية سلبية .

النوع الأول من الأشخاص :

تجد المرأة المتزوجة عند افشائها أسرار وخفايا الزوجية والأسرية ، من يقدم لها النصح والإرشاد ، أو المساعدة ، ليست بمساعدة مادية ، بل بمحاولة إيجاد بعض الحلول ، أو بكلمات تهون عليها ، وتهدئتها وتحسين الحالة النفسية والمزاجية لها حتى لا يحدث التفكك الأسري ، و تفرقة الزوجين ، ووقوع الطلاق وتدمير الحياة الزوجية وهذا النوع من الأشخاص يسعى للسلم والصلح بين الزوجين وتقوية الترابط الأسري وعدم تفككه .

رغم أن هذا النوع له عده نتائج إيجابية ولكن لا أنصح المرأة المتزوجة إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية لأى شخص لأن ذلك محرم شرعاً .

النوع الثاني من الأشخاص :

تجد المرأة المتزوجة عند افشائها أسرار وخفايا الزوجية والأسرية ، من يقتحم حياتها ، ويتدخل فيما لا يخصه ، ويزود النار المشتعلة دخل تلك المرأة المتزوجة بمواد شديدة الاشتعال ، من خلال بعض العبارات التى لاتهدئ من روعها ، وتحسها بأنها مظلومة مع زوجها ، وأنها تستحق أفضل منه ، وسريعا ما يحدث بسبب هذا النوع من الأشخاص ، إعلان الحرب بين الزوجين واللجوء إلى القضاء ، ووقوع الطلاق والتفكك الأسرى .

وهذا النوع خطير جدا ، ويصاحبه التفكك الأسري ، وتدمير الحياة الزوجية والأسرية .

أنا أنصح : 

يجب على الرجل المتزوج ، و على وجه الخصوص المرأة المتزوجة ، الإحتياط والحذر من عدم إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية ، وفتح باب الشر للشيطان ، أما عن طريق النشر على مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة ، أو عن طريق إفشاء الأسرار الزوجية لأى شخص ، أى كان نوع القرابة ، أو الصلة (  أقارب ، صديقات ، جيران ) ... إلخ 

لأن إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية ، من أعظم أنواع خيانة الأمانة ، ومن أشر الناس عند الله تعالى : رجلاً أفشى سر زوجته ، أو امرأة أفشت سر زوجها ، لأن ذلك من المحرمات شرعاً ، ونتائجه خطيرة جدا ، تدمر الحياة الزوجية ، ويصل الحد إلى وقوع الطلاق والتفكك الأسرى وأحياناً إلى الموت .


الجمعة، 13 ديسمبر 2024

حق طاعة المرأة لزوجها ومتى يسقط حق الزوج فى الطاعة


 بقلم دكتور / السيد محمد هاني عبد الغفار

الكاتب والناقد والمفكر السياسي

جمهورية مصر العربية 

بعنوان :

( حق طاعة المرأة لزوجها

ومتى يسقط حق الزوج في الطاعة ؟ )


أمر الله تعالى المرأة بحق طاعة زوجها فيما لا معصية للخالق سبحانه وتعالى ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة بطاعة زوجها .

فإن طاعة المراة لزوجها أحق من طاعة والديها ، لأن الزوج هو ولى الأمر لزوجته وأولاده .


فقال تعالى فى كتابه الكريم : 

 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ 

 { سورة النساء الآية 59 }.


 ومن أخلاق المرأة الصالحة إتباع أوامر زوجها وأن تطيعه فيما أمرها به من المعروف مادام في حدود الله ، وأن تحفظه في عرضه وماله وأولاده ، وترعاه في أهله ، وأن لا تمتنع منه إذا دعاها إلى الفراش ، فإن رفضت ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ، إلا إذا كان لديها عذر من مرض أو علة ، لأن سخط الزوج من سخط الرب وإذا كان كذلك فى قضاء الشهوة ، وأن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، وأن تقوم بما يلزم  من أعمال البيت دون أى تقصير منها .


 وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

 " إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ "

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق ـ رضي الله عنه  قال :

 كان يقال أشد الناس عذابا يوم القيامة إثنان : إمرأة عصت زوجها ، وإمام قوم وهم له كارهون . 

رواه الترمذي ، وصحح الألباني إسناده .


 فلا شك أن الطاعة من لوازم القوامة التي جعلها الله للرجل على امرأته وأن المرأة الصالحة من خصالها طاعة زوجها والتواضع له .


 وقال سبحانه تعالى فى كتابه الكريم :

 الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ

{ سورة النساء الآية 34 }.


فقد عظم الله سبحانه تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم مكانة الزوج فى الإسلام ورفع شأنه بأن الزوج لزوجته : 

( هو جنتك ونارك ) .


وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : 

( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) .

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

رواه ابن ماجة ، وصححه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجة " .


فيجب على المرأة أولا طاعة ربها ، ثم طاعة زوجها ، كما أن طاعة المرأة لزوجها لا تنقص من قدرها ولا تقلل من شأنها ، بل هي من أهم عوامل الإستقرار الأسري ، ويعد الرجل في الشريعة الإسلامية هو المسئول الأول عن الأسرة فيجب عليه رعاية أخلاقها ومراقبة شؤنها وتلبية حاجاتهم .


فمتى يسقط حق الزوج في الطاعة ؟ 


يسقط حق الزوج فى الطاعة عندما تكون في معصية الخالق ، فالمرأة تطيع زوجها في كافة الأمور التي لا تغضب الخالق ، فلا يجب على المرأة طاعة زوجها في قطع صلة الرحم ، أو عدم الصلاة ، أو عدم صيام شهر رمضان .


 فإذا أقبلت المرأة على الصيام في غير رمضان ، يجب عليها الاستئذان من زوجها ، فإذا رفض فلا يصح لها صيام ، وإذا أقبلت المرأة على الصيام في غير رمضان وقبل الزوج بصيامها ، وبالفعل صامت ، وبعدها طلبها زوجها للفراش فيجب عليها عدم الإمتناع وموافقته على رغبته ، فإذا امتنعت وأصرت على إستكمال صيامها بات صيامها غير مقبول إطلاقاً لمخالفتها أمر زوجها وعدم اطاعته فيما أمرها من حق له .


أنا أرى : 

أن على المرأة طاعة زوجها فيما لا معصية للخالق سبحانه وتعالى ، وأن طاعة زوجها أحق من طاعة والديها ، لانه ولى أمرها دون غيره كما ذكرت ، وعليها حق طاعته ورضاه  


وأن للمرأة على زوجها حقوق ، وتكمن حقوقها فى معاملتها معاملة حسنة ، تتسم بالأدب والأخلاق ، تتحلى بالجمال ، فالزوج هو المنفق على زوجته وأولاده ، وهو الذي يحفظ عرضها ويصون نفسها ، ويجعلها سيدة في بيتها .