بقلم دكتور / السيد محمد هاني عبد الغفار
الكاتب والناقد والمفكر السياسي
جمهورية مصر العربية
بعنوان :
( حق طاعة المرأة لزوجها
ومتى يسقط حق الزوج في الطاعة ؟ )
أمر الله تعالى المرأة بحق طاعة زوجها فيما لا معصية للخالق سبحانه وتعالى ، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة بطاعة زوجها .
فإن طاعة المراة لزوجها أحق من طاعة والديها ، لأن الزوج هو ولى الأمر لزوجته وأولاده .
فقال تعالى فى كتابه الكريم :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
{ سورة النساء الآية 59 }.
ومن أخلاق المرأة الصالحة إتباع أوامر زوجها وأن تطيعه فيما أمرها به من المعروف مادام في حدود الله ، وأن تحفظه في عرضه وماله وأولاده ، وترعاه في أهله ، وأن لا تمتنع منه إذا دعاها إلى الفراش ، فإن رفضت ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ، إلا إذا كان لديها عذر من مرض أو علة ، لأن سخط الزوج من سخط الرب وإذا كان كذلك فى قضاء الشهوة ، وأن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه ، وأن تقوم بما يلزم من أعمال البيت دون أى تقصير منها .
وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها ، و صامَت شهرَها ، و حصَّنَتْ فرجَها ، وأطاعَت زوجَها ، قيلَ لها : ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعن عمرو بن الحارث بن المصطلق ـ رضي الله عنه قال :
كان يقال أشد الناس عذابا يوم القيامة إثنان : إمرأة عصت زوجها ، وإمام قوم وهم له كارهون .
رواه الترمذي ، وصحح الألباني إسناده .
فلا شك أن الطاعة من لوازم القوامة التي جعلها الله للرجل على امرأته وأن المرأة الصالحة من خصالها طاعة زوجها والتواضع له .
وقال سبحانه تعالى فى كتابه الكريم :
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ
{ سورة النساء الآية 34 }.
فقد عظم الله سبحانه تعالى ، ورسوله صلى الله عليه وسلم مكانة الزوج فى الإسلام ورفع شأنه بأن الزوج لزوجته :
( هو جنتك ونارك ) .
وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ) .
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
رواه ابن ماجة ، وصححه الألباني في " صحيح سنن ابن ماجة " .
فيجب على المرأة أولا طاعة ربها ، ثم طاعة زوجها ، كما أن طاعة المرأة لزوجها لا تنقص من قدرها ولا تقلل من شأنها ، بل هي من أهم عوامل الإستقرار الأسري ، ويعد الرجل في الشريعة الإسلامية هو المسئول الأول عن الأسرة فيجب عليه رعاية أخلاقها ومراقبة شؤنها وتلبية حاجاتهم .
فمتى يسقط حق الزوج في الطاعة ؟
يسقط حق الزوج فى الطاعة عندما تكون في معصية الخالق ، فالمرأة تطيع زوجها في كافة الأمور التي لا تغضب الخالق ، فلا يجب على المرأة طاعة زوجها في قطع صلة الرحم ، أو عدم الصلاة ، أو عدم صيام شهر رمضان .
فإذا أقبلت المرأة على الصيام في غير رمضان ، يجب عليها الاستئذان من زوجها ، فإذا رفض فلا يصح لها صيام ، وإذا أقبلت المرأة على الصيام في غير رمضان وقبل الزوج بصيامها ، وبالفعل صامت ، وبعدها طلبها زوجها للفراش فيجب عليها عدم الإمتناع وموافقته على رغبته ، فإذا امتنعت وأصرت على إستكمال صيامها بات صيامها غير مقبول إطلاقاً لمخالفتها أمر زوجها وعدم اطاعته فيما أمرها من حق له .
أنا أرى :
أن على المرأة طاعة زوجها فيما لا معصية للخالق سبحانه وتعالى ، وأن طاعة زوجها أحق من طاعة والديها ، لانه ولى أمرها دون غيره كما ذكرت ، وعليها حق طاعته ورضاه
وأن للمرأة على زوجها حقوق ، وتكمن حقوقها فى معاملتها معاملة حسنة ، تتسم بالأدب والأخلاق ، تتحلى بالجمال ، فالزوج هو المنفق على زوجته وأولاده ، وهو الذي يحفظ عرضها ويصون نفسها ، ويجعلها سيدة في بيتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق