بقلم دكتور / السيد محمد هاني عبد الغفار
الكاتب والناقد والمفكر السياسي
جمهورية مصر العربية
بعنوان : نتائج افشاء المرأة للأسرار الزوجية والأسرية
إن إفشاء السر بين الزوجة وزوجها محرم شرعا ، ويعظم الإثم ، ويعد من أعظم أنواع خيانة الأمانة ، وتشتد الحرمة إن كان الأمر يتعلق بالفراش . ومجرد إفشاء السر ضرر ، فكيف إذا ترتبت عليه أضرار أخرى ، فقد جاء الشرع بالمنع من إفشاء الأسرار الزوجية المتعلقة بالاستمتاع في الفراش .
ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا .
" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم . " رواه مسلم "
والمرأة كالرجل ، فيحرم عليها إفشاء سره .
طرق إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية :
الطريقة الأولى :
من خلال إستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة ، وهى تعد من أخطر الطرق واشدهم خطورة من حيث النتائج .
أولا : نشر بعض الحالات التى تدل على سوء الحالة النفسية والمزاجية للمرأة على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ، تويتر ، واتساب ، انستغرام ، وغيرها كثير من نوعية هذه المواقع فيظهر أمام من يرى ويتابع هذه المواقع من أقارب ، وأصدقاء ، وجيران ، وغيرهم ، سوء الحالة النفسية والمزاجية للمرأة .
فهناك ذئاب بشرية متنكرون على شكل رجال وكذلك أفاعى متلونة فى شكل نساء ، وكلاهما معدومي الضمير ، يترقبوا تلك الحالات التى تخص النساء ليكونوا فرائس سهلة لهم للإيقاع بهم فى بحر الخطايا والذنوب أو من أجل المكسب المادى .
النوع الأول : ذئاب بشرية متنكرون على شكل رجال :
وتكون البداية عن طريق اقتحام أحد الرجال حياة تلك المرأة ، بإرسال رسالة خاصة تبدأ بالتحية بأجمل وأرق الكلمات ، والصور للصباح والمساء ، وتقع المرأة فى الفخ عند الرد على تلك الرسائل ، بتبادل الردود بالرسائل ، وبعدها يبدأ التعارف بينهم ، وبعد ذلك يوقعها هذا الذئب اكثر واكثر فى فخه ، عند رمى شباكه بطرح الأسئلة الخاصة عن أسباب سوء الحالة النفسية والمزاجية لها ، وتبدأ تلك المرأة بافشاء أسرارها الزوجية والأسرية ، فتدخل تلك المرأة مصيدة هذا الذئب ، بكلماته المعسولة بالمغازلة ، وبكلمات محلاة بالحب والشجن ، فتتطور العلاقة وتبادله هى الأخرى بأحسن الكلمات والمشاعر ، متناسية بأنها إمرأة متزوجة ، ويبدأ الوقوع فى بئر الخيانة ، وفى شباك الأسر تحت مخالب وأنياب الذئب ، التى لا تعرف الرحمة ولا تعرف الحلال والحرام ، فيبدأ الذئب باعترافات كاذبة بحبه لها ، وبرغبته بالزواج منها والارتباط بها ، ويطلب منها ارسال صورها الشخصية بعد إلحاح شديد منه ، وتوافقه وترسل صورها ، ويبهرها بكلماته ومغازلته لها بأنها أجمل نساء الدنيا ، وبعدها يطلب منها بإسم الحب محادثتها من خلال إستخدام كاميرا الفيديو ، لرؤية المرأة التى أحبها ، ووقع اسير حبها ، وتوافق على طلبه ، وهنا يبدأ الذئب الصياد بالفتك بفريسته ، ويطلب منها مقابلته ، ولقائها وجه لوجه ليتبادلوا مشاعرهم الحقيقية تجاه بعضهم البعض ، فتوافقه على طلبه ، وتقع فى بحر الخيانة الأعظم ، ويتم تصويرها فى أحضان الذئب ، ويبدأ بابتزاز فريسته وتهديدها بالحاق الفضيحة والعار لها ولأسرتها إن رفضت طلباته المادية ، أو الجسدية أو كلاهما والموافقة على كل رغباته المحرمة .
النوع الثاني : أفاعى متلونة على شكل نساء :
وتكون البداية عن طريق اقتحام احدى النساء حياة تلك المرأة ، بإرسال رسالة خاصة تبدأ بالقاء التحية وبعدها محاولة التعارف عليها كامرأة مثلها ، وتقع المرأة فى الفخ عند الرد على تلك الرسائل ، وتبادل التعارف ، وطرح أسئلة خاصة عن زوجها وأسرتها ، وأسباب سوء الحالة النفسية والمزاجية لها ، وتبدأ تلك المرأة بافشاء أسرارها الزوجية والأسرية ، فتدخل تلك المرأة جحر هذه الأفعى السامة ، بكلماتها المعسولة بالمغازلة ، وبكلمات محلاة بأرق الكلمات ، بأنها تستحق أفضل من زوجها ، وتبدأ تلك الأفعى بلدغ تلك المرأة ، ونشر السم داخل جسدها ، وتجعل منها أسيرة لكلماتها ومكائدها ، حتى لا تشعر بتضحيات زوجها لها و لأسرتها ، وتبدأ تلك الأفعى بنشر السم أكثر وأكثر بأفكار هذه المرأة باغرائها بأحد الرجال ، بأنه أخ لها ويبحث عن إمرأة بنفس مواصفاتها ، ويبدأ سريان مفعول السم ينتشر بعقل وجسد تلك المرأة وتتناسى بأنها إمرأة متزوجة ، فتوافق على التعارف بذلك الرجل ، وبالفعل يبدأ التعارف على الذئب الصياد ، الذى يرمى بشباكه ، بأفضل الكلمات بالإعجاب والمغازلة ، ويزعم بأنه يحبها ، ويرغب بالزواج منها ، وتتطور العلاقة بتبادل المشاعر ، وتقع تلك المرأة فى بئر الخيانة ، وهنا يبدأ الذئب باصطياد فريسته ، ويطلب منها مقابلته ولقائها ، وهنا تقع تلك المرأة فريسة بإقامة علاقة محرمة ، وتقع فى بحر الخيانة الأعظم ، ويتم تصويرها فى أحضان الذئب ، ويبدأ بابتزاز فريسته وتهديدها بالحاق الفضيحة والعار لها ولأسرتها إن رفضت طلباته المادية ، أو الجسدية أو كلاهما ، ومن المحتمل والمؤكد أن يرغمها على إقامة علاقات محرمة مع رجال آخرون من أجل المكسب المادى .
لذا قد صنفت هذه الطريقة من أخطر الطرق واشدهم خطورة من حيث النتائج ، لأن جميع النتائج تؤدى إلى الخيانة الزوجية ، وإلحاق الفضيحة والعار أو الموت بالنهاية ، وكذلك تدمير الحياة الزوجية فى كافة الحالات ، واكتشاف الخيانة الزوجية مؤكد مهما حرصت الفريسة على الكتمان وعدم كشف أمر خيانتها لزوجها .
الطريقة الثانية :
وتأتى من خلال إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية لاحدى الصديقات ، أو الأقارب ، أو الجيران وذلك من خلال الفضفضة ، أو نوع من أنواع الدردشة بين السيدات .
ومن خلال هذه الطريقة نحدد نوعين من الأشخاص ، ولهؤلاء الاشخاص ، عدة نتائج الأولى إيجابية ، والثانية سلبية .
النوع الأول من الأشخاص :
تجد المرأة المتزوجة عند افشائها أسرار وخفايا الزوجية والأسرية ، من يقدم لها النصح والإرشاد ، أو المساعدة ، ليست بمساعدة مادية ، بل بمحاولة إيجاد بعض الحلول ، أو بكلمات تهون عليها ، وتهدئتها وتحسين الحالة النفسية والمزاجية لها حتى لا يحدث التفكك الأسري ، و تفرقة الزوجين ، ووقوع الطلاق وتدمير الحياة الزوجية وهذا النوع من الأشخاص يسعى للسلم والصلح بين الزوجين وتقوية الترابط الأسري وعدم تفككه .
رغم أن هذا النوع له عده نتائج إيجابية ولكن لا أنصح المرأة المتزوجة إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية لأى شخص لأن ذلك محرم شرعاً .
النوع الثاني من الأشخاص :
تجد المرأة المتزوجة عند افشائها أسرار وخفايا الزوجية والأسرية ، من يقتحم حياتها ، ويتدخل فيما لا يخصه ، ويزود النار المشتعلة دخل تلك المرأة المتزوجة بمواد شديدة الاشتعال ، من خلال بعض العبارات التى لاتهدئ من روعها ، وتحسها بأنها مظلومة مع زوجها ، وأنها تستحق أفضل منه ، وسريعا ما يحدث بسبب هذا النوع من الأشخاص ، إعلان الحرب بين الزوجين واللجوء إلى القضاء ، ووقوع الطلاق والتفكك الأسرى .
وهذا النوع خطير جدا ، ويصاحبه التفكك الأسري ، وتدمير الحياة الزوجية والأسرية .
أنا أنصح :
يجب على الرجل المتزوج ، و على وجه الخصوص المرأة المتزوجة ، الإحتياط والحذر من عدم إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية ، وفتح باب الشر للشيطان ، أما عن طريق النشر على مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة ، أو عن طريق إفشاء الأسرار الزوجية لأى شخص ، أى كان نوع القرابة ، أو الصلة ( أقارب ، صديقات ، جيران ) ... إلخ
لأن إفشاء الأسرار الزوجية والأسرية ، من أعظم أنواع خيانة الأمانة ، ومن أشر الناس عند الله تعالى : رجلاً أفشى سر زوجته ، أو امرأة أفشت سر زوجها ، لأن ذلك من المحرمات شرعاً ، ونتائجه خطيرة جدا ، تدمر الحياة الزوجية ، ويصل الحد إلى وقوع الطلاق والتفكك الأسرى وأحياناً إلى الموت .