الخميس، 15 يوليو 2021

( مرثية لا تكتمل ) للشاعر الهادي العثماني - تونس

 منذ رحيل صديقي الروائي سالم دمدوم، رحمه الله، لم اكتب شعرا ولم انشر على المواقع الالكترونية ... وها انا اليوم اعود

 الى الكتابة والنشر مفتتحا بمرثية 

الى روحه الخالدة

          ------------------------------------------------     

صديقي... اخي، لماذا تخلّيت عنّي؟

``````````````````````````````````````````````

                   ( مرثية لا تكتمل)


الى روح صديقي الذي اختطفه الموت فجاة، فكان غيابه اكبر من صبري


أكبرُ من قوافي الشعر موتك يا صديقْ

أنفذ في القلب من طعن السنان ،

وأعظم من دواهي الدهر كلّها، 

وأشدّ من لهب الحريقْ

فلِـمَ رحلتَ بلا وداعٍ فجأةً؟

ولِــمَ تركـتـنـي يـا رفـيــقْ؟!

وهــلِ ارتحلت حقيقة؟

وتركتنا وسط الطريق؟

 نُــوَبُ الزمان شديدةٌ

قد عاجلتنا بطعنةٍ نجلاءَ

فــي الـجــرح العـمـيـــقْ 

هــذي الحيـاة كنودةٌ، تئـدُ الأمانــيَ 

كــلّــمــا اتّسعت تضيقْ

هـل مـتّ حقّـا يا صديقي؟

لا أكــــاد أصــدّقُ

هل قد حواك القبر ، وانطفأ البريق

كــنّا معًـــا، 

والدرب يشهد كم رحلنا، وكم نزلنا

والمحطّات التي ، كم قد عبرنا

والمرافئ تعلم كم قد صنعنا 

من شمائل في الحياة بـــنــا تلــيـقْ...

ها إنّـي أرطن عاجزا عن قول قولٍ

قد يَـفِــي بالمعنى، او يصف المصيبة

أو يعبّر عن بشاعة وقعها...

أن أملأ الكلمات بالمعنى الدقـيــقْ

لا ...لا... لا

لم تمت يا صاحبي،

ما زال قولك والصدى صوتا يرنُّ

والمدى شوقا يحــنُّ

والــوفـــا صدقا تــكِــنُّ... 

كيف أخرج من تفاصيل المواجع والأسى

بل كيف أنجو من لظى الحزن المُـحـيـقْ

...على سفرٍ، كنّـا نطوي الطريق معــا

وكنّــا نجوب الدروب الــطــويـــلَـهْ

على دفتر ٍ، كنّــا نرسمُ ذاك الخلاء الفسيح

وكنّـــا معا نكتب النثر والشعـر، 

والاغنيات الجميلـهْ،

وكنتَ، وكنتُ، وكنّا معا

نغزو بالأحرف الأفُـقَ المستحيـلـهْ

وها نحن لا نستطيع لقاء

وقد رحتَ عـنّا بعيـدا بعيدا

وخلّفت لَوع المواجع يسري

بــروحٍ كــلـيــلـهْ

لــــقــدْ كنتَ في النائبات ذراعي

وكنت شـــراعــي

وكنا معا صوت بوح اليراع

وشـرّعنا دستورنا للقبيله

فهل متّ حــقّـا، أم يخيّل ذاك لي

هل قد رحلت حقيقة وبلا وداعْ 

ولمَ تركتنا يا صديقي مُـخلّفا لهب التياعْ

ببني وبينك ذكريات القول والحرف الموشّح

بالمعاني وبالبيان الاسمى ، من نقش اليراعْ

بينــي وبينــك ذكريات جـمّــةٌ،

وحديث قول باذخ، شعرا ونثرا،

وارتكاب الصدق في الزمن الرذيل لنا متاعْ

"خبر النقيشة"¹ شــاهـــدٌ، 

والسعي في " ترتيب فوضى"²

وانتصار شاهق للحقّ في زمن الضياعْ

....قالوا مات صديقك،كذّبت قـولَـهُـمُ

وإن سارت به الركبان...شـــاع وانـتــشــرْ

 صدّقتُ أوهـامي، وكذّبتُ الحقيقة

في صدى النبإ المريع، 

وفي تفاصيل الخبـرْ

وظللت اوهم النفس التي

كم صـدّقَتْ أوهامها

فـــزَعــتْ إلـى حلمٍ مخيف ٍ

ربما قد ينجـلــي٩

لكنّي ما استيقظت منه

حـــتــى أثبته القــــدرْْ.....

هـــا إنّـــي أرثيك صديقــا ، 

أو أخا برّا 

ولكن ليس ينفعني الـــرثــاء

ولا البكـــاء ، ولا التأبين...

لا يجدي الحـــداد

إن. المصيبة أكبر من قصائدي كلها

ومن البلاغة والبيان،

ومن قوافي الشعر....

من صبر البشــرْ 

...............

★رحم الله صديقي الروائي سالم دمدوم ، فقد كان فقده قاصما

1--- عنوان رواية ، من تأليف صديقي المرحوم سالم دمدوم

2---  ديوان شعر لي بعنوان  "أرتّب الفوضـى"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق