قوافل حب/ناريمان معتوق
من هنا مروا ....قوافل حب
ومن حدائقنا قطفوا الورد والغار
مروا من هنا كنسمة ربيعية حلوة
علقنا عليها آمالنا لؤلؤاً حيراناً
وعلى وجوههم ألف محبة وشوق
من هنا مروا كحكايات صادقة كانت تجمعنا بهم
وهدايا من الله والقدر....
صمتٌ مطبق حين مروا ووجوه
تبعثرت،
تغبرت،
تسمرت،
فترجمت على ملامحهم تجاعيد زمن
لم يسمحوا لخط الرجوع بالعثور على أعذارٍ لهم
قدموا الدليل والبرهان
لنصر آت لا محال
لا الخضوع يرهبهم
ولا الذل سيسكتهم
سيكتب التاريخ من هم
هم رجال ليس لهم أشباه....
هم رجال الله في الميدان
من هنا مروا كسحاب،
كإعصار،
كحلم،
من هنا سرجوا ألف خيل وليل
وعيونهم تلاحق النبض فينا وتبتسم
ترسم على وجوههم ألف دمعة فرح
هنا في الساحات علقوا رايات النصر
كتبوا بدمائهم أغنية للفجر
وبكل صدق نطقت شفاههم
كم احببناكم
كم شعرنا بكم
كم كتبناكم بين قصائدنا أجمل نغم
كم خذلنا النبض حين أعلنا الرحيل
وكم صبرنا لأجل النصر الجميل
كم عانقنا الليل الحزين لتبتسموا
وكم بكينا على الأطلال سنين
كم نسجنا وغزلنا بأنامل الوعود
صك الخذلان والفراق المر لكم
رحلنا خلف الأمل لغد أفضل لتحيوا بسلام
وقدمنا لأنفسنا ألف اعتذار
وقفنا خلف الوقت الثائر كي يعلمنا معنى الانتظار
والانتصار على الحنين الذي جزأ فينا الوعود
كم من الأمنيات تساقطت لؤلؤاً على وجنتيّ العمر
وحين رحلوا....
فتحنا نوافذ الأمل بالغد شرعنا أبواب الحرية
علّ الليل يأتي بهم
كأحلام،
كصور،
كربيع وورد وألوان،
يهدهد بيده الغياب المر والفراق
وتغني الشفاه أهزوجة المساء والنصر
تركتم خلفكم ضباباً ومشاعراً ممزقة تائهة
نعم تركتم خلفكم قلباً وعمراً
وبعض أحلام وصور........
(قوافل حب)
ناريمان معتوق/لبنان
4/9/2022
