#هروب_إلى_الأمنيات!!
من خطّ لي تاريخُ ميلادٍ
يذكرني بأني قد وُلدتُ
فكنتُ حاضـــر....
انا لســـــت أدري
أن مخلوقاً على وجه البسـيطةِ
غاب خلف ســـــتائر النسيان
ليس له أمـــــــانيُّ بشائر.....
انا مذ رأيت النــــــور آثرت الرحيلَ»
يا ليت لي كــــوخاً
هنــــاك على ضـفاف الأمنيات
البيض....
ما بين عشـــق السـنديان...
و لهفـة الطيـــــر المهــــــــاجر....
و ضـراوةِ الاشــــواقِ
لمّا راودَتْـهُ بقصـــدها عن نفسه....
و وقاحـة التأريخ.. لمّا خُطّ
تحت ســـياط من لُعنوا....
وتمزيق الخنـاجر....
و فداحـةُ الجُـــــــــــرمِ
إذا ما تُســــــرقُ النظــــراتُ
من خلـــــف الســــتائر...و مواجع العبرات تجتاز المحاجر..»
انا لا ابالي لو طعامي كان اوراق الشجر.....
و لوِ اســــتقيتُ الماء
من تحــــــت الكـــــدر.....
لســـــت أبالي
لو سـَــــــرقتُ النور من ضــوء القمر
لما علمتُ بأنه ما كان يملكه بشر؟
لا ضـير لو أمشي على الأشـواكِ...
أعرَجَ حــــــافياً...
حتى و لو لم أبلغ المأرب...
لســـــت بآبهٍ.....
فلقد رأيـــــــــتُ
مفاخر الدنيـــــــــا برُمّتها مقابر..».
و عرفتُ أن ســــوادَهم
كان نِتاجَ مؤامراتٍ
حــــاكها الشُـــــذّاذ
في لجج الظلام الحالكة.....
أو في دهاليز المراقص...
خلف أبواب المتـــــاجر..
تحت أضـــــواء الملاهـــــي...
أو على سُـــــرُرِ الكبــــــــــائر.....
انا ارتضي الرّمضــــاء
أفترشُ الرمال الســـــــمر... ما بين
أحقابٍ من التاريخ...
و ألتحف الجذور..
من العجاف القــــــــاحلات.....
أنا لست من صـــــخرٍ...
يُقصُّ من المقالع...
ما كنتُ مثل جميع من مرّوا
على الصـــرخاتِ..داسوها بأرجلهم..
بلا بصـــرٍ يحقّ و لا بصــــائر...
بل طِـــــرتُ ملهـــوفاً
إلى جـروٍ تمزَّق
بيــن أنياب الكـــلاب الجائعة...
في مشـــهدٍ يبدو عجيباً
بل أشــــدُّ من الغـــرابة...
كيف الكلابُ تنوش لحم صغارها...
أيقنتُ أن قباحة العدوى أصابتها....
لتفتقد المشاعر....
ماذا أقول...؟؟
و بأي أنواع اللغاتِ..
أُكلّمُ الصُّـــــمّ الجمادات المظاهر....
يــــــــــا ليــــــــت لــــــــي
«بُرزةَ خيـــــــشٍ»
بين خرســـــــاء الفيافـــــي....
علّني آوي إليـها...
و إلى أن يظـــــــهر الحــــقُّ..
إذا....... صـَـــحَتِ الضّــــمائر...؟؟؟
أبو ياسين البلخي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق