قصة قصيرة
غيوم الفكر
أمسك بالورقة بين يديه وتأملها جيدا، ثم مزّقها من جديد.
إنها الورقة السابعة عشرة التي يكتبها و... يمزقها.
كانت الأفكار في رأسه تتصارع محاولة النفاذ إلى الصفة التي لاتزال عذراء لم يمسسها حبر الفكر.. هذا الفكر الغريب الذي يحول الصفة البريئة إلى غول مرعب يكاد يلتهمها.و. يده.. وفكره. أيضا.
ماذا يفعل؟!.. هذه الأفكار اللينة تحاول الخروج من رأسه إلى الدنيا.. وهو يعلم جيدا أنها ستكون الكارثة الكبرى التي تنبئ بنهاية تواجده في عالم الكتابة... والفكر معا.
هو يحلم ببناء مملكة من الطهر والنقاء.. يحلم ببناء مستقبل سعيد له وأولاده و... لمجتمعه الذي يغتاله المنافقون.. و الجالون الدين يقدمون أنفسهم. للمجتمع على أنهم اصحاب فكر نيّرٍ متجدد وهم في الحقيقة مرتزقة دجالون.
ها... ماشاء الله نحن نرى الآن نتاج مباراتهم ال... ع.. ظ.. ي.. مة فساد.. رشوة... مصالح. شخصية..
سحقا لهم لقد حطموا بطمعهم و.. انانيتهم كل المبادرات النافعة والمفيد للوطن.
... آه. يابلدي كم تحملت من أمثال هؤلاء.
ووقف عند هذه الكلمة. يبحث عن مخرج لها...
وغامت الدنيا في عينيه فلم يعد يستطيع التفكير....
وبقيت الورقة العذراء... البيضاء أمامه تلهث منتظرة. حائرة
دعبد الحميد ديوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق