الجمعة، 8 أكتوبر 2021

( مقهى الإنشراح ) للشاعر يمان أحمد قباني - سورية

 مقهى الانشراح


كل ُ الوطن ِ مقهى الانشراحْ 

أصوات ٌ تتعالى و صياحْ

ضجة ٌ.. صخب ٌ .... و مذياع ٌ صداحْ   

أطياف  ٌو أشباحْ 

الكل ُ حاضر ٌ و موجودْ 

الرئيس ُ و الوزير ُ و البسيط ُ و المكدودْ 

و المتحزب ُو المسحوق ُ في هرم ِ السلطةْ 

و الشاعر ُ و الراقصات ُ و أرباب ُ النهضةْ 

و الأجراء ُ و أصحاب ُ الدخل ِ المحدودْ

حتى الحمار ُ و الفلاحْ 

......................

كل ُ الوطن ِ مقهى الانشراحْ

هناك َ يجلس ُ علماء ُ الأمةْ 

يبث ُ كلٌ للأخر ِ همه 

يلعن ُ أَبا الزمان ِ و أمه

و يَعْبرُ الحياة َ ببضع ِ كلماتْ 

يَسبُ فيهن َ الحظ َ و الحيلةْ ............ و النادل المتأخر َ و النرجيلةْ

و يتمطى بعلكتِه المستوردة ْ ...منظراً عن الأخلاقِ السائدةْ 

أيتها الجماهير ُ الحاشدة ْ .... لهذه العلكة ِ ألف فائدةْ

ليضيع ُ الوطن ُ في  هذا النباحْ

......................

كل ُ الوطن ِ مقهى الانشراحْ

تتلاشى فيه المعاني 

و تكثر ُ على طرقاته الغواني 

يستوقفك َ الرخيص ُ منهن و يدهشك َ المجاني 

تسمع ُ كلاماً عربياً مقيتاً و لغة ً عجوزاً تفتش عُذريتها

بين أكوام ِ الورق و قدور ِ اللحم ِ و المرقْ

والمؤسسات ِ العامة و المصالح الحكومية الهامة

وعجلاتِ السيارات ِ السوداء ِ عند المفترقْ 

بين المنايا و الأرواحْ 

......................

كلُ الوطن ِ مقهى الانشراحْ

ترى فيه طلقات ً نارية ْ ... و دراجات ً نارية

و تسمع ُ الخطب َالنارية ......... تمجد ُ الجوارب َ النسائيةْ 

تخبرك َ الكلمات ُ عن إحساس ٍماتْ 

عن اغتيال ِ الحب ِ و الودْ

عن قتل ِ الياسمين و الوردْ

عن شنق ِ الصلاةْ 

عن توابيت ِ المشاعر

 و كيف أضحت ْ الصغائرْ محور َ الحديث ِعلى المنابرْ 

وحيث ُ لا معركة  كَثُر َ الشهداء ُ في المقابرْ

كيف يُخْنَقُ في المهد ِ لحن ُ الحياةْ 

كيف يُعَتقُ شرفنا في الأدنان ِ و يستهلك ُفي الأقداحْ

......................

كل ُ الوطن ِ مقهى الانشراح 

تُرصفُ الشوارع ُ باللافتات ِ و الجملْ 

و يُضحى بأرقى العشق ِ و الغزلْ

و يُمزجُ التنباك ُ بالعسلْ 

 و يصابُ العمل ُ بالكسلْ 

و يستأسد ُ اليأس ُ على الأملْ 

تَرى فيه كلبَ  الذئب ِ حملْ 

و يُمْسَكُ برقبة ِ الضعيف 

ويُقبح الجميل ُ ويُجملُ القبيحْ

و يوصف ُ اللف ُ والدوران ُ بالكلام ِالصريحْ 

و تعلو قمم ُ المشافي ....... 

الممرضة ُ منتعلة ٌ و الطبيب ُ والمريض ُ حافي 

الأبواب ُ مغلقة ٌ من شدة ِ الاصطفافِ 

مات ْ المسكين ُ في غرفة ِ الإسعافِ 

في وطني 

( الايدز ) بحاجة إلى تلقيحْ 

والعلم ُ والبحث ُ و كل ُ الدين ِ راحْ 

......................

كل ُ الوطن ِ مقهى الانشراحْ

 تسبق ُ فيه الخطيئة ُ الحسنةْ

 و تغلب ُ الشتيمة ُ الاستغفارْ 

تصلبُ الوردة ُو السوسنة 

و يأكل ُ الهمبركر حمارْ 

تبكي الإنسانية ُعلى مذبح ِ اللئام .... أينك يا أمي العدالة ؟

لتنتهي قصص ُ الحب ِ و الغرام ْ .... و تسودَ أخلاق ُ النذالةْ 

يا أرضي .... يا أمي ... مَزقي الرحمْ 

هذا زمن ُالشطار ِ بنا لم رحمْ 

قومي أدفنكِ في دفتر ِ النسيان ِ الصحيحْ 

بيدي العاريتين ببعض جسدي المتعفن ِ الجريحْ 

أُدلي بعد َ الجنازة ِ بآخر التصاريحْ 

ماتتْ أمي ... ماتتْ أرضي ... ماتْ وطني

تُقبلُ التعازي في مقهى الانشراحْ 

تُقبل ُ التعازي في مقهى الانشراحْ


#بقلم_المحامي_أحمد_يمان_قباني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق