بقلم د / السيد محمد هانى عبد الغفار
جمهورية مصر العربية
قصة قصيرة بعنوان :
( حب على مر العصور )
الوقت يزدحم بالأفكار وتحملنى مراكبها وخطواتى وتختصر الرصيف باتجاهها و هى تسير كالرفراشة ترتسم البسمة على محياها و نظراتها تراقب طيور اللقاء حتى جمعتنا دوحته وبادرتها بالسلام و ردت بكل رقة ثم ساد لقاؤنا بالصمت قليلا حتى هز سكونى سؤالها :
هل لي بطرح بعض الأسئلة ؟
فأجبت : نعم ياملكتى سأجاوب بكل وضوح .
قالت : لِمَ أراك شارد الفكر دائما ؟
فأجبت : أحببت إمرأة سحرتنى بجمالها وأفكر بحالى وبحالها .
فنظرت لى بدهشة وتعجبت لأمرى .
فقالت : لمَ كنت تطل على بنظراتك
خلسة ؟
فأجبت : كنت أطل بنظراتى عليكِ خلسة خوفا من أن أجرح عينيكِ بنظراتى الحادة والمستمرة .
فقالت : ألا تعرف عقوبة إطلالتك بالنظر على ملكتك خلسة ؟
فأجبت : أعلم العقوبة وهي فقدان البصر .
فقالت : ألا تخاف من العقوبة ؟
فأجبت : لا أخاف لأننى إذا فقدت بصرى سأراكِ بقلبى .
فقالت : كيف لك أن ترانى بقلبك ؟
فأجبت : سأراكِ بقلبى العاشق .
فقالت : كيف لكِ ترانى بقلبك العاشق وسكنته إمرأة سحرتك بجمالها ؟
فأجبت : أنتى حبيبتى التى سكنت قلبى العاشق لكِ وأنتِ من سحرتينى بجمالك .
فقالت : لِمَ أحببتنى ؟
فأجبت : وهل لنا أن نسأل القلوب لِمَ أحبت ؟
فقالت : كيف تجرأ وتحب ملكتك ؟
فأجبت : الحب ليس باختيارنا .
فقالت : كيف ذلك ؟
فأجبت : إن الله أنزل الحب فى قلوبنا .
فقالت : ألا تعرف عقوبة حبك لملكتك ؟
فأجبت : نعم أعلم العقوبة وهي الموت .
فقالت : ألا تخاف الموت ؟
فأجبت : أتمنى أن يأتينى الموت وأنت ساكنة قلبى العاشق لك .
فقالت : لِمَ ذلك أيها العاشق ؟
فأجبت : سأحيا طوال الدهر و سيروى قصة حبى لملكتى على مر العصور .
فقلت : ومتي سيصدر حكمك بعقوبتى ؟
فأجابت : هل أنت مشتاق للموت ؟
فأجبت : لو الموت بيدك لاشتقت إليه .
فقالت : وهل لحبيبة قتل حبيبها ؟
امتلكتنى الدهشة والتزمت الصمت للحظات .
فقالت : لِمَ أرى الدهشة علي وجهك ؟
فأجبت : من هو حبيبك ملكتى ؟
فنظرت لي بخجل والسعادة تملأ عيناها
فأجابت : أنت سلطان قلبى .
فقلت : وهل لملكة الحق في حب أحد رعاياها ؟
فأجابت : لو كان عرشى حاجز بينى وبينك لتنازلت عنه وأحتفظت بحبك طوال الدهر .
فقلت : ولِمَ التنازل عن عرشك ؟
فأجابت : لأحيا طوال الدهر و يروى قصة حبى لك على مر العصور ويبقى حبى وحبك قصة يرويها العاشقون على مر الزمان .
و بكل رقة و ارتباك همست بكلمات الوداع
مسدلة الستار على نوافذ اللقاء و مضت
و أنا أراقب خطواتها وهى تبتعد عنى شيئا فشيئا و انا غارق فى بحر كلماتها أراقبها فى حين تمتد المسافة بيننا
و أنا مازلت أحيا في تفاصيل اللقاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق