الخميس، 13 أكتوبر 2022

بقلم د/السيد محمد هانى عبد الغفار. جمهورية مصر العربية.قصة قصيرةبعنوان / حب على مر العصور

 بقلم د / السيد محمد هانى عبد الغفار

جمهورية مصر العربية


قصة قصيرة بعنوان : 

( حب على مر العصور )


الوقت يزدحم بالأفكار وتحملنى مراكبها وخطواتى  وتختصر الرصيف باتجاهها و هى تسير  كالرفراشة ترتسم البسمة على محياها و نظراتها تراقب طيور اللقاء حتى جمعتنا دوحته   وبادرتها بالسلام  و ردت بكل رقة ثم ساد لقاؤنا بالصمت قليلا حتى هز سكونى سؤالها :


هل لي بطرح بعض الأسئلة ؟ 


فأجبت : نعم ياملكتى سأجاوب بكل وضوح .


قالت : لِمَ أراك شارد الفكر دائما ؟


فأجبت :  أحببت إمرأة سحرتنى بجمالها وأفكر بحالى  وبحالها .


فنظرت لى بدهشة  وتعجبت لأمرى .


فقالت : لمَ كنت تطل على بنظراتك


خلسة ؟


فأجبت : كنت أطل بنظراتى عليكِ خلسة خوفا من أن أجرح عينيكِ  بنظراتى الحادة والمستمرة .


فقالت : ألا تعرف عقوبة إطلالتك بالنظر على ملكتك خلسة ؟


فأجبت : أعلم العقوبة وهي فقدان البصر .


فقالت : ألا تخاف من العقوبة ؟


فأجبت : لا أخاف لأننى إذا فقدت بصرى سأراكِ بقلبى .


فقالت : كيف لك أن ترانى بقلبك ؟


فأجبت : سأراكِ بقلبى العاشق .


فقالت : كيف لكِ ترانى بقلبك العاشق وسكنته إمرأة سحرتك بجمالها ؟


فأجبت : أنتى حبيبتى التى سكنت قلبى العاشق لكِ وأنتِ من سحرتينى بجمالك .


فقالت : لِمَ  أحببتنى ؟


فأجبت : وهل لنا أن نسأل القلوب لِمَ  أحبت ؟


فقالت : كيف تجرأ وتحب ملكتك ؟


فأجبت : الحب ليس باختيارنا .


فقالت : كيف ذلك ؟


فأجبت : إن الله أنزل الحب فى قلوبنا .


فقالت : ألا تعرف عقوبة حبك لملكتك ؟


فأجبت : نعم أعلم العقوبة وهي الموت .


فقالت : ألا تخاف الموت ؟


فأجبت : أتمنى أن يأتينى الموت وأنت ساكنة قلبى العاشق لك .


فقالت : لِمَ ذلك أيها العاشق ؟


فأجبت : سأحيا طوال الدهر و سيروى قصة حبى لملكتى على مر العصور .


فقلت : ومتي سيصدر حكمك بعقوبتى ؟


فأجابت : هل أنت مشتاق للموت ؟


فأجبت : لو الموت بيدك لاشتقت إليه .


فقالت : وهل لحبيبة قتل حبيبها ؟


امتلكتنى الدهشة والتزمت الصمت للحظات .


فقالت : لِمَ أرى  الدهشة علي وجهك ؟


فأجبت : من هو حبيبك  ملكتى ؟


فنظرت لي بخجل والسعادة تملأ عيناها 


فأجابت : أنت سلطان قلبى .


فقلت : وهل لملكة الحق في حب أحد رعاياها ؟


فأجابت : لو كان عرشى حاجز بينى وبينك لتنازلت عنه وأحتفظت بحبك طوال الدهر .


فقلت : ولِمَ التنازل عن عرشك  ؟


فأجابت : لأحيا طوال الدهر و يروى قصة حبى لك على مر العصور ويبقى حبى وحبك قصة يرويها العاشقون على مر الزمان .


و بكل رقة و ارتباك همست بكلمات الوداع 

مسدلة الستار على نوافذ اللقاء و مضت 

و أنا أراقب خطواتها وهى تبتعد عنى شيئا فشيئا و انا غارق فى بحر كلماتها  أراقبها فى حين تمتد المسافة بيننا

و أنا مازلت أحيا في تفاصيل اللقاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق