فقرة من نثريتي: "صحوة الأشواق"
///
كَم عِشتُ أَعدو نَحوَ وَلائِمِ النَّدى في صُبحِنا الطّالِعِ مِن أَنفاسِنا،
وَفي عُيونِكِ يُشرقُ الفَرَحُ المسافِرُ نَحوَ آلامي
فاتِحًا حِضنَ المسافاتِ الحميمَةِ .
مُسكِرٌ طَعمُ التَّنَهُّدِ حينَ تَأتَلِفُ الْمَزايا
وَمُنعِشٌ طَعمُ التَّعانُقِ فَوقَ قارِعَةِ اللَّهيبِ
الْمُستَفيقِ عَلى صَدى لَهَفاتِنا الْمُتَشابِكَةِ مِلءَ المدى..
صباحُكِ شَوقٌ...
كانَت تَحِيَّةُ الوَتَرِ المشدودِ إلى حَياةِ أَصابِعي،
واللَهفَةِ المجنونَةِ في عُيوني..
في نَظرَةِ عُتبِكِ يَختَفي أَلمي لِيَكتُبَني هُناكَ صَدى خُشوعٍ.
أوّاهُ يا عُمرَ الرَّجاءِ الرّاحِلِ عَن نافِذَتي نَحوَ الأَلَقِ!
لَكَم حاوَلتُ أَن أَغدُو مَواسِمَ مِن سَكينَةٍ
تَنْزِلُ على نافِذَةِ العُيونِ الْمُستَبِدَّةِ خَلفَ أَوجاعي لأُمطِرَها فَرحًا..
لَن يَستَفِزَّ رَبيعُكِ الرّاحِلُ عَن وَجَعي بَقايا مَواسِمِ اشتِياقي...
تَعالي... لَقد أَعدَدتُ قَهوَةَ صُبحِنا الْمُمتَدِّ مِن أَلمي إلى أَمَلي...
وكُنتُ أُرَدِّدُ حينَها سَكرَة الأَنغامِ في صَحوَة أشواقي وتَسهيدَةِ ذاتي...
واستَعِدّي لاحتِضانِ مَواجِعي نَغَمًا يُرَدِّدُهُ الوَتَرُ الْمُشبعُ مِن حَنيني.
::::::::::: صالح أحمد (كناعنة) :::::::::::
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق