أجنحة الملائكة
..أصرخ مُمزّقا صَمْتَ القبور..
أطلقه ولا تكن جبّارا عنيدا ..
أطلقه قبل أن تولد ميّتا من جديد ..
تعاظم كبريائي وتعنّتي
و قد عَلِمتُ أن الموت حق..
وما الحياة إلاّ نبض الوريد..
وفاضت الانوار تلِجُ كلّ جُحور الظلام..
وهلّلت ملوك الجنّ بمولد ميّت جديد..
وضلّت الروح تعرج بين نور وظُلمةٍ..
تهزم ظلمٍ مُتْرفٍ وتَنْصِرُ حقّا تَليدْ..
واحترق الشيطان بكل مَخادع السحر..
ومُحِيَتْ كل كتب التاريخ..
وظلّ النور مُؤرّخ القتل الوحيد..
وأصبح دعاء المؤمنين همسا..
اللّهم أرزقنا في الموت عمرا مديدا..
تجمّعتُ باللّامكان مُحتضنا بقايا أنفاسي
أسترق السّمع لصوت يأتي من وراء السديم..
نَفَقَت كل طوائف الجنّ وظلّت أرواحها تهيم.. لازالت أجنحة الملائكة تضرب في الهواء..
كطواحين الريح ..
لعلّ تُصيب حيّ سقط من عروش الظلام..
لِيَمْحُو ذنبا أملاه الشيطان فعله..
نظرتُ سرّا في أعماقي أتحسّسُ سِجِلا..
كنتُ أختزل فيه ذنوب النور..
في غفلة من ملك الموت
أُضيء جزءا من ظلام كان ملاذا للشيطان...
وطفق النور خسفا..
فَخَنَسَتِ الأرواح مستبشرة..
بما أصابت في موطئ السّجود..
صاح الظلام متوجّعا..
حَمْحَمَاتٍ وأنين فيأتي الصّدى مُسبّحا ..
قل يا أيها الكافرون..
تطايرت ألواح من بين البروج نثرها العرش..
وقد مُحِيت منها جلّ الوصايا..
كي لا يحفظها السفهاء..
أو تقع على مقابر الأحياء
فتصبح رجما بالغيب..
وتبعها صوت من الغيم
أنْ تَدَبّروا أمركم من غير قصاص
عسى يخلفكم قوم يقتصّون من ذرّيتكم
فتكونون موتى أحياء..
وسبيلكم سَيْل من الدماء..
ألهَمَهَمْ الحِكمة والنفاق
فكسروا الألواح وتنادوا بينهم سراّ بالقصاص .. فنُسِخ سِرّهم عَلَنًا وأُُحرِقَ المحراب..
هُتِكَتْ أعراضُهم نَصًا على الالواح ،
وفاضت أرواح الخُطباء على مدارج المنابر،
تَفَوّه الرُّويبضاء بالحكمة شططًا
حتّى قف وليّ الله في الأرض أعرج..
يستصلِحُ دينه وقد قُطِّع بِخِلاف،
بُهِتَ الملائكة مُتسائلين " أهكذا أسْقَيْنَكُموهاَ ؟ أجاب دمع العين ملِْحُهُ أُُجاج..
وهل علِمنا ما أُنْزِلَ على هاروت وماروت!!!
نطق عزازير مُستشهدا باللّوح المحفوظ:
أُسْقِطتُ ظُلما. وكانت أعظم شهادة زور..
ارتعشت القبور حتى إرتجّت المقبرة
ومَحَتْ آثار " المسارِبْ " كي لا يعقِلها الفُقهاء.. وشهِدت الملائكة من قبلُ ..
لم يكن له " ولِيٌّ من الذُلّ..." .
مَرّتْ غيْمة الرّحمة تَتَنزّرُ أنْفُسًا زكية
على برزخ من وراء عالم الموت الرهيب
فصاح الموت: لستُ العَدَمْ، أحْيَا بِذاتي ،
لن أُقَلِّبَكُمْ على جُنوبِكمْ ..
قوموا إن كنتم صادقين ؟
فَتَأَوّهَ الموتى لِطولِ أعمارهم في عالم الموت، وكانوا قبلها من المُتمنّين...
وقد كذبَ منهم جِبِلٌّ كثير في الدّارين ،
تحدّاهم جهرا " تمنُوا الموت إن كنتم صادقين "..
فرح عمار فرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق