قلبٌ نقيٌ
ترتبك الساعات كلما أقترب الفجر
يندلع لسان الصباح بنطق الخلائق
تسرح قطع الليل لتفرج لنا عن وضحِ النهارِ
ليعلن لنا الكون عن بدء حكايات جديدة
في كل يوم نبدأ كالعادة
نرتب ساعاته المتناثره العجول
يا ترى لماذا كلما كبرنا يوماً
تتوارى الأوقات عن أنظارنا سريعاً
وكلما تثبتنا بها لا نلحق لها أثراً
أحن بكل قواي
إلى أيامي الخوالي
إلى ذلك العالم الطفولي
حيث النشاط والحب والأمان
أحن إلى فطور أمي
وقطعة خبز يناولني أياها أبي
أحن إلى تلك الأيادي
التي كانت تمتد لتمسح على رؤسنا
لكنهم لا يعلمون أنهم كانوا
يمسكون قلوبنا يدفئونها حنانا
أشتاق لتلك الشوارع التي كان
يجوبها الصغار متسارعون نحو الأمام
في ساعات الصباح الأولى
لكن الكبار كانوا مجبرون
سعياً للذهاب إلى مواكبة الحياة
الآن أنا ماذا ؟؟؟
دون صباح !!!!
نام الصباح ....
حينما أغلق عصفوري عيونه
وانقطع صوته عن التغريد
نام رغم أني ادللةُ كثيرا
أبدل أجوائه الكئيبة بكلمات
كنت أغني له وهو يتبعني بالزغزغة
أخلق له من روحي ألف روح
ربما لايود أن يصحوا الصباح
يريد أن يطيل في نومته
منذ آخر مرة فقدت فيها أرنبي الأبيض
ساقني إلى بطون الغابات
كانت كثيفة الأشجار
ضاع مني ماعدت أراه
تركني و أفلت يدي
يا الله ما هذا العالم الغريب
تمد فيه يدك البيضاء
لتعمل جاهدا على أرضائه
لكنه دون جدوى
أما يبتروها خشية منك
أو يحاول تلطيخها بالسواد
أنى أن يكون لهم ذلك
أنا دون رضا منهم سأكون حيث أكون
سأعيش كما خلقني الله بالفطرة
قلبٌ نقيٌ سليم يحكم الكون
يحمل أركان العالم أجمع
وقاراته السبع وبطونها السبع
وسماواتها السبع ومن فيها
وكل قطرة ماء وجدت
هي من قلبي السقاء
فأنا أنا كل السلام والنقاء
فاطمة خلف الدبيسي
العراق/ البصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق