بمناسبة يوم اللغة العربية أضع نصي بين أيديكم
نثريتي: مليكتي عشتار
………………………
أحببتُها ذاتَ مرةْ
أصبحتُ أنا وإياها عاشقينْ
صفَتْ لي .. صارتْ خليلتي .
.. في أروقةِ المرحِ
روتْ لي حكايات جميلةً وأخرى جليلةً
وبعضاً من حِكَمِ وعبثِ الشعراءْ
وخواطرَ وقصصاً ومقالاتْ
شدتني عشتار إلى أعماقها
رأيت فيها ينابيعاً وبحاراً ومحيطاتٍ
حوتْ أنفسَ الدُّرِ واللآلئ
ومن ينابيعها الثرةِ أنهاراً جارياتْ
رائقةً عذبةَ المذاقْ
تعلقتُ بها
باتتْ أسيرةً في معتقلي
ليِّنةَ العريكةْ
أكتبها صبوةً ومراحاً
تغاريدَ أطيارٍ وزغاريدَ حِسانْ
..عشتار دائمةُ الشروقْ
تترك أنوارَها فوق السطورِ
تلمعُ دونما انقطاعٍ
توشتْ بألوانِ قوسِ قزحْ
حينها اعتقدت بأنَّا نهيمن على العالم
نُديرُ كلَّ السجايا الطيبةِ
كما نشاءْ
عشتار الكلمة..الشدى..
تردد نرجساً وياسميناً وزهوراً
بعبقٍ همى
فوق ربى السطورِ يعكسهُ الصدى
ثم جاء زمنُ القهرِ
يزلزلنا
فقدنا السيطرة على الكثير من
الجمالْ
سقطتْ معظمُ الزهورْ
لقد لعبت بنا أعنف الزلازل
تبدلتْ عشتار
غرقتْ في محيطٍ مظلمٍ
صارتْ تفرض عليَّ إملاءاتها
تحرك يدي كما يحلو لها
فوق صحيفتي البيضاءْ
مُصَبَّغةً بألوانٍ رماديةٍ
لم تعد مشرقةً كما أحبَبْتْ
هي اليوم آيلةٌ للغروبْ
محاطةٌ بلون الأحزانْ؟
...أقرؤها بلغة الدموعْ؟
مابال عشتار ؟ تراها
هل أشاحتْ بوجهها عن ضوء النهار؟
أم أنها راحت تبحث
في مطبات الآلامِ ؟
عن نسيجٍ من الألوان الداكنة!
تُحيكُهُ بغرَزاتِ الأوجاعْ
وتجعلُهُ لباسَ السطورْ
فتخُطُّ شحوبَ يُتمٍ
وعَبْرةَ ثُكلٍ
وعويلَ هجرٍ
وغضبَ تشريدٍ
تخُطُّ فراقَ حبيبٍ
وثغرَ طفلٍ لم يفارقْه البكاءْ
آهٍ يامليكتي .. آهٍ ياعشتار
في زمنِ الألمِ لم يعد بمقدورها
إلا أن تصيغ فرحاً خجولاً
ممزوجاً برطوبةِ الدموعْ
مقذوفةً بين غبطةِ الأمسِ السافرةْ
وأنِّاتِ الحاضرِ المُستترةْ
…أُجْهِضَتْ من معاني الحُبورْ
وعلِقتْ بداخلها معالمُ الثبورْ
إني وإياها فيما مضى كنا !
واليومُ..اليومُ صرنا !!!
آهٍ ياعشتار .. آهٍ ياعشتار
……………………
*بقلمي*عبد الحكيم بكرو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق