الجمعة، 18 ديسمبر 2020

( حنين ) للشاعر فرح عمار فرح - تونس

 حنين     Nostalgie 


كلّ الجدران التّي أسندتني

تصدّعت.. تهاوت.. حطام..

كلّ القصائد التّي عانقتني

تبدّدت.. تلاشت..

ما بين سجدة خشوع 

وتكبيرة الإحرام

كلّ ملامحي التي ألفتُها

تاهت في فوضى الزحام

حتّى ألواني التّي عشقتها..

تشابهت.. إسودّت.. 

لفّها جُنح الظلام.. 

و شعاع نجم غبر حطامه

أرسل بقايا نوره على زهر برّي

نَبَتَ على المقابر ..

فتناخت الارواح على الآكام

و لازالت خيول ذاكرتي..

تجرّ عربة ليلي الطويل

تُنهِك جسمي العليل..

فاحضن نفسي صارخا..

لمن هذه الجثة؟؟

هنا بين القبور العارية.. 

على أسرّة الموت البطيء

بوّابات عروج بيضاء..

مفتوحة على أعلى سماء

تنفث منها الأحلام.. 

فقط حلمي أنا.. في ليله الغاشي 

ينتفض.. ينفخ كير الذاكرة..

يحرق كل الاوهام...

ولازال صبري جميلا.. 

يُشرق مع كل شمس..

يرسم بسمة بين شفتيّ..

تلجُ ثغور الابتسام

و يفوح عطر مدادك يا قلمي..

يتدفق من أوردة قلبي

يُغازل حروفا من نور..

يُراقص قصيدة بين الاقلام

و يشدو صوت فيروز ..

"يا طير"... فيأتي الصدى

تحمله نسائم الصبح..

مع هديل طير الحمام


                      فرح عمار فرح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق