قصة قصيرة بقلم /محمدتوفيق
____________________________
سرادق عزاء
_____
يجلس المعزون بالسرادق في ظلام دامس، فالكهرباء مقطوعة عن الحي منذ عشرات الأعوام، بينما أصحاب السرادق يصرون على إقامة حفلات التأبين بإنتظام
والاستماع إلى آيات من الذكر.
وفجأة يدخل إلى السرادق إحدى المعماميين ومعه تابعه يمسك بيده.
ويجلس المعمم على الكرسي المعد للقراءة، بينما يذهب التابع إلى آخر السرادق عند البوابة.
ثم يبدأ المعمم يتلو بعض الآيات وهو قابض على الميكروفون ويحرك رأسه يميناً ويسارا ويداه على اذنيه في حركات تمثيلية محفوظة ومكررة،والتابع في آخر السرادق يصيح بأعلى صوته
( الله عليك ياشيخنا. ...احسنت)
والمعزون يجلسون ينظر كلا منهم للآخر في دهشة وتعجب، حيث إن الصوت لا يصل إليهم بل انهم يكادون لا يرون حركات المعمم وهو يؤدي دوره المرسوم بحرفية.
لا يسمعون إلا صوت التابع وهو يصيح
(الله..الله..ايه الجمال ده..الله ينور عليك)
وهنا مال أحد المعزين على قرينه بالسرادق يستفسر منه عما يحدث،
فيجب بأنه لا يعلم شىء مما يحدث.
فيترك مقعده ليستفسر الآمر متنقلا بين المعمم وتابعه.
فكانت المفاجأة أن المعمم وتابعه مكفوفي الإبصار ومن أصحاب القدرات الخاصة ولا يعلمان بأن الكهرباء مقطوعة عن الحي منذ أكثر من خمسين عاماً.
بقلم / محمدتوفيق
مصر_بورسعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق