ضباب على ذاكرتي/ناريمان معتوق
الوحدة هي غطاء سريري المرتفع
هي بلورة أفكاري من جديد
دون الرجوع إلى مقاعد الدراسة
التي ما زالت بمخيلتي
من أصدقاء الدراسة،
ورحلالتي المدرسية،
صحبة الأمس،
وأوقات فراغي التي ما زالت كما هي
مع قراءة بعض القصص والروايات
حين كبرت ، كبرت مخيلتي أكثر
رغم أحاديث العتب على ضجيج ذاكرتي
المتأرجحة ببعض الغرابة
حتى من حياة كنت أحياها
كنت رفيقة ذاتي في بعض الأحيان
أو في بعض الوقت كنت أسافر فيها بأفكاري
إلى أصدقاء الطفولة
كم عانيت من شح الأصدقاء
في وقت الحاجة إلى ضلع يأويني إليه
إلى غطاء يدثرني
ويعلمني كيفية الاستغناء عن بعض الحكايات
التي كانت دون فائدة تذكر
وتأبى قصص الطفولة أن تنتزع من داخلي
حكايات أبي المفعمة بالحب الكبير
التي تعمّ بالفائدة على جلدي الذي تقشّر من الوحدة
ومن صقيع اللحظات التي نبذت كل من حولي
عرّتني وأنا والوحدة أستجمع ذاتي
أنا وكل قصصي،
وخيالاتي،
والجنون،
والعتب،
وصقيع اللحظات،
ضباب على ذاكرتي يؤنبني
ويسرج فتيل أيامي
كي أنير لحظاتي بحب
حتى ولو كنت والوحدة
كم شعرت بخذلان ممن حولي
وبوخزة نبرة قاسية تجزئني تحتلني
كم عانيت أنا والصمت
كم تململت والأسرار
كم خبأت داخلي بعض القصص
وكم تمنيت أن أفرج...
عن أسرى من الحروف داخلي
أبوح للهواء بنقاء الكلمة
فكانت حروفي تعبر عني
لكن للأسف كم تأخرت أعواماً
وكم عانيت كي أبقى بلهفة أنتظر
فارسي من خلف الغيوم
من وراء الشمس أن يأتي
لكن..... ضباب على ذاكرتي
(ضباب على ذاكرتي)
ناريمان معتوق/لبنان
12/9/2020
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق