الجمعة، 18 سبتمبر 2020

( شغف ورقة للحياة ) للكاتبة ميس الريم - سورية

 شغف ورقة للحياة

تبحث أرواحنا عن السعادة ..فهل عثر أحدكم عليها؟؟

في صباح يوم عاصف اهتاجت الرياح 

في دوامة مجنونة ..تحاول طرد كل ما يقف في طريقها فتقذف الأشياء يمنة ويسرى ..مضطربة في مشيتها 

كتائهة لا تدري اين تريد المكوث ..

مرت على شجرة الجوز العملاقة 

فحملت منها بعض أوراقها واغصانها 

لكنها لم تستطع اجتثاسها من جذورها 

ولشدة صمودها انكسرت الزوبعة أمامها

وأرادت أن لا تظهر ضعفها فعمدت إلى تجريدها من ثوبها فتطايرت الأوراق وكل ورقة كانت تحاول ان تتشبث بأمها

تقتنصها بعودها حاولت وحاولت لكنها سرعان مانهزمت امام شجرة الجوز العتيقة وخارت قوتها حتى انسحبت وتلاشت شيئا فشيئا 

فقد دمرها صمود الشجرة ووقوفها شامخة عالية بالرغم من أنها جردت نصف أغصانها 

ابتسمت الشجرة العملاقة قائلة...غدا يبرعم عودي من جديد 

فلا تحزني ايتها الوريقات الصغيرات 

أمكم هنا وتحبكم كثيرا 

ولم يلبس اليوم أن ينقضي ..كانت وريقة صغيرة تبكي وتحاول بجهد أن لا تسقط من امها لكن الرياح لم تدعها وشأنها فصدح خريرها حول الأوراق المبعثرة حولها ..ورغم محاولاتها بالثبات لم تفلح .فسقطت لكن شغفها للحياة جعلها تحاول ان تتمسك بالأوراق الأكبر منها وفعلا نجحت واحتمت بمجموعة من الأوراق الخضراء الناضجة وهكذا اصبحت تستمد غذائها من أصدقائها وتحتمي بهم حتى يومنا هذا....

فالسعادة : هي أن تمد يد المساعدة حتى لو لم تكن تملك الكثير فالرضى بفعل الخير لمن حولك كفيل أن يمنحك شعور بالفخر والإعتزاز بنفسك لتسعد به ..

بقلمي فتاة الياسمين

ميس الريم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق