حديث الروح
............
قُبْطان عَلَى سَفِينَةٍ السَّرَاب ، اهفو طَرَف الْحِلْم الَّذِي أَعْرَضَ عَنْ التَّتِمَّةِ ، و فِي كياني شَوْقٌ و لَوْعَة بَيْنَمَا قَلْبِي يَهْفُو وَيَخْفِق ، لذالك الْمُبْهَم ، لذالك الْحِلْم الَّذِي بَيْنَ الصَّفَحات التَّمَنِّي يَغْرَق ، بَيْن الرَّكَائِب أَبْتَغِي بَاب مُوَصَّد بِوابِلٍ مِنَ الْحَدِيدِ مُغْلَقٌ ، متلهب لِلرّكْب مُتَلَهِّفًا أَن استرشف مَا بَعْدَ الْهِضَاب صَبَابَة و أَنَا عَلَى الصَّعِيدِ رَاغِبًا مُتَشَوِّقٌ ، كَم عَشِقْت الرِّحَال كَم تَمَنَّيْت نُورًا يَسْتَبِق الدُّجَى بطيفه طَلَعَا وضاحا مُشْرِق ، لَيْتَنِي هُجِرَت قَسْوَة الْأَيَّامِ وَ ظَفِرْت بِحِلْم تنجيني مِن وَحْدَتِي ، تنجدني مِنْ بَيْنِ الْجُدْرَان اتمزق ، مَاض مَع الرَّجَاء لَعَلّ الْفَرْج بِهَيْئَة عَابِرَ سَبِيلٍ يَتَقَدَّم إلَيّ فنتعانق ، كطيف يُشْبِه البَرْق يفاجئني وَيَشْرَق لَيْلَتَي كالرواعد مَبْرَق ، كعليل يُداعِب النَّدَى و مِنْ رَحِيقٍ النَّجْوَى يَتَدَفَّق ،
وَهَل سأنتظر بَعْد الرُّقَاد وَقَسْوَة السِّنِين ، و وِسَادَتِي الثَّرَى وَكَفَنِي بِجِوَارِي مِرْفَقٌ
يحاورني الْكَلَامِ عَلَى هَدِير الأَقْلام بَيْن السِّنْدِيَان و الْمُطْرَقَة أَطْرَق ، تُعْصَر قَلْبًا عَلَى المرارات الدَّهْر تَشْتَهِي الْخَلَاص ، تَشْتَهِي قَلْبًا عَلَى حَالِي يُشْفَق ، أَحْلَام مُشَوَّهَةٌ تِبَاعا ، كَمَا الْكُسُوف عِنْدَمَا يَحْجُب الشَّمْس نُورَهُ عَلَى الْأَطْلَالِ ، كَمَا الْأَسِير عِنْدَمَا يَلْتَفّ عَلَى معصميه الأَغْلال ، كَمَا الْحَجَر تَنْهَال بَيْن فكي الْحَدِيد ليسحق
بقلم/ سَعِيد اوسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق