هل فعلاً التُقل صنعة ؟!/ زينب فاضل
هذا المثل الشعبي متوراث ممن سبقونا من أبائنا وأجدادنا
ويعني هذا المثل الإمتناع عن إرضاء الأحبةِ بسهولة والتمنُع عنهم
ويُطبقه كلا الجنسين الرجل والمرأة
تستخدمه المرأة لجذب الرجل إليها وتدفعه للتمسك بها وعدم الاستغناء عنها
لكنكِ يا سيدتي خاطئة فالرجل ليس بالصبر مثلك ودائما حوله أكثر من امرأة وقد يدفعه فعلك هذا إلى الملل مِنكِ والذهاب لأخرى أكثر مِنكِ ليونة وسهولة
فاحذري سيدتي فالتقل ليس دائماً وسيلة مُجدية ٠٠٠
التقل أكثر استخداما عند الرجال حيث يتقل الرجل على زوجته أو حبيبته ويُتقن ذلك بحرفية تامة
وتكون العلاقة طردية بينهما فكلما زاد اهتمام المرأة بالرجل وتعلُقها به يزداد هو تقلا حتى يجعل حبيته أكثر جنوناً به وأكثر ملاحقةّ له وألا تنشغل بغيره
وهو يتلذذ بذلك ويزداد تقلا أكثر وأكثر
ولكِنِّي اقول لكَ يا سيدي الرجل
هذا المثل ليس بصحيح في كل الأحوال لأنه ببساطة نوع من أنواع حرب الأعصاب حرب باردة تأتي بنتائج غير مُرضية للطرفين
فالمرأة من أهم صفاتها أن تجد من يحتويها بقربه طول الوقت وأن يداعب سمعها بكلمات حانية ويشبع حناياها بمعسول الكلام
فيا عزيزي الرجل يجب عليكَ تَفَهُّم طبيعة المرأة التي إذا أحبت تكون أنتَ كلَ حياتها وتهبكَ عمرها وتكون وحدك محور اهتمامها الأول في سبيل قربك منها واهتمامك بها ورعايتك لها
عزيزي الرجل معتقداتك الخاطئة عن طبيعة المرأة وتطبيقك هذا المثل ستكون مع الأيام سبباً في ذبول زهور قلبها وجفاف نهر الحب بقلبها تجاهك
ويكون نتيجة الإفراط في عنادك وهذه الحرب الباردة أن تَمِلّ منك وستبعد عنك وتهرب لمصيرٍ قد يكون مجهول ولن تنسى أبدا وجعها منك وكسرة قلبها
لن تنسى جفاء مشاعرك وبرودك معها
ولن تنسى خذلانك طوال حياتها حتى لو ملأ حياتها رجل آخر
احذر سيدي قبل أن تتبلد المشاعر وتتجمد وتنطفئ شموع الشوق ٠٠٠
فأرجوك أيها الرجل أيها الفارس في حياة امرأَتُك وحُلمها الذي يُراودها ليل نهار والذي تعيش به وله وتعمل المستحيل كي يتحقق هذا الحلم وهو أنت والفوز بكِ ورِضاك أرجوك أن تحترم مشاعرها تجاهك ، وإذا هاتفتك رُدّ حتي لو أكثر من مرة ، وإذا أرسلت لك رسالة لا تتأخر بالرد ، وإذا نظرت إليك فافهم من نظرتها ما تُريد ولَبّي بنظرة مُقابِلة بها جوابك ويا حبذا لو جوابك حنون ، وإذا طلبت منك أن تُحَدِّثُك بعض الوقت فَتَفَرَّغ لها ولو نص ساعة ممكن أن يكون فيها محياها وميلادها ٠٠
فربما يكون حديثك معها أو مُهاتفتك لها أو الرد على رسائلها أو تلبية نظرة عينيها أو الخروج معها هو إنقاذٌ لها من أمور أنت لا تعلمها أمور لا تستطيع البوح بها إلا لك وحدك واعلم أن إلحاحها في طلبك هو خوفها من مصيرٍ ينتظرها خوفها أن تُجبر أن تمشي بطريقٍ ما كان بِحُسبانها أبدا فأرجوك انقذها من شبح الخوف الذي يستحوذ عليها وأرجوك أن لا تكون سببا في نزيف داخلي لها وكفا ما تحمله من أوجاع بقلبها وحناياها
لا تكن أنت والزمن عليها فهي في الأول والآخر مخلوق رقيق ضعيف ويجب عليك رعايتها وحمايتها
أرجوك أسرع وحَكِّم قلبك وضميرك قبل عقلك ومعتقداتك حتى لا يحين الفراق رغماَ عنكم ويذهب كلاً منكم في طريق مضاد للآخر
فاحذر عزيزي الرجل من غرورك وتكبرك قبل أن يحل الخراب لأرواحكم والهلاك والتباب لقلوبكم وحياتكم
فالتقل ليس بصنعةٍ ابداً وإن كان صنعة فهي بمقدار وليس بإهدارٍ كما تفعلون
زينب فاضل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق