الجمعة، 16 أكتوبر 2020

( عفواً دمشق ) للشاعر عمر اسماعيل - سورية

 عفواً دمشق 

ما للحرائق تشتكي نيرانَها ؟

تبكي القرى سحب الدموع دخانها 

غطت سحائب ليلها غاباتها

و تهاطلت من مزنها أشجانها 

فتكحّلت مهج القرى بمصابها 

أنفاسها في خفقها نيرانها 

حُصِرت و جوع النار يطلب أهلها 

و سؤالها : ما ذنبهم سكانها ؟

ذئب التشرّد يقتفي آثارهم 

و الخوف كشّر .. يشتكيه جنانها

الكلّ يطلبه الردى حتى ارتوى

من كأسه غاباتها .. زيتونها 

فبكىّ البلادَ الحزنُ حُنْواً بينما 

بسروره مستغرق خوّانها 

و الخائنون يفاخرون بجرمهم 

لكانّ خمرة كأسهم أحزانها 

ودمشق تسأل و الأسى ينتابها

هل يستفيق من الجفا إخوانها ؟

لا يجرؤون و لو بقول مواسي

أعناقهم بيد العِدى اعنانها 

يخشون بطشة مجرم الأقصى بهم 

والقدس يضحك ساخرا سجانها

يا إخوة الإجرام كيف عروبة ؟

كتب الخيانة جمعكم عنوانها 

تبكي العروبة جرحَنا و جراحَها:

أن أنّكم و ذيولكم أعيانها

عفواً دمشق لِمَ الحرائق تجهش ؟

و تنوء من فَرْط الأسى نيرانُها ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق