عفواً دمشق
ما للحرائق تشتكي نيرانَها ؟
تبكي القرى سحب الدموع دخانها
غطت سحائب ليلها غاباتها
و تهاطلت من مزنها أشجانها
فتكحّلت مهج القرى بمصابها
أنفاسها في خفقها نيرانها
حُصِرت و جوع النار يطلب أهلها
و سؤالها : ما ذنبهم سكانها ؟
ذئب التشرّد يقتفي آثارهم
و الخوف كشّر .. يشتكيه جنانها
الكلّ يطلبه الردى حتى ارتوى
من كأسه غاباتها .. زيتونها
فبكىّ البلادَ الحزنُ حُنْواً بينما
بسروره مستغرق خوّانها
و الخائنون يفاخرون بجرمهم
لكانّ خمرة كأسهم أحزانها
ودمشق تسأل و الأسى ينتابها
هل يستفيق من الجفا إخوانها ؟
لا يجرؤون و لو بقول مواسي
أعناقهم بيد العِدى اعنانها
يخشون بطشة مجرم الأقصى بهم
والقدس يضحك ساخرا سجانها
يا إخوة الإجرام كيف عروبة ؟
كتب الخيانة جمعكم عنوانها
تبكي العروبة جرحَنا و جراحَها:
أن أنّكم و ذيولكم أعيانها
عفواً دمشق لِمَ الحرائق تجهش ؟
و تنوء من فَرْط الأسى نيرانُها ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق