الأربعاء، 6 يناير 2021

( يا عاذل الصب ) للشاعرة عائدة قباني - فلسطين

 يا عاذلَ الصبِّ

البسيط

...............


يا عاذل الصبّ ما أدراك بِالْمُهَجِ

حَتَّى تلوم وما في الحبّ من حَرَجِ


فَكَيْفَ يُرجى انعتاقٌ منْ حبائله

والنبضُ يعدو كخيلٍ خاضَ في لُججِ


لو كنت تدري بنار الشوقِ ذاتَ نوىً 

أحسستَ يوماً تَبارِيحَ الهوى كشَجي


أَو بتّ ترْعَى نُجُومَ اللَّيْلِ  في ولَهٍ

وما أملتَ بصبحٍ منهُ منبلجِ


عتمٌ كموجِ بحارٍ في غياهبه

تمضي الثواني بها طولاً كما الْحِجَجِ


كَأَنَّما الفجر مشدودٌ بسلسلةٍ

وعاقهُ القيدُ عن سيرٍ فَلَمْ يَلِجِ


فَلَيْتَ مَنْ لامَ عشاقاً هوى وذوى

عشقاً فكفّ لسانَ اللائمِ السّمِجِ


قلبٌ بحبٍّ سما كالنجمِ طال سما

هَذا الهوى ألِقٌ في الروحِ ذا أرَجِ


يُبهي الحياةَ كما طيرٍ لَها وزها

في الفجرِ يشدو لنا لحناً بمبتهجِ


كالروضِ وقتَ النّدى والزهرُ ضاعَ شذا

طابَ النسيمُ لنا والكونُ في بهجِ


إن دامَ في وصلِهِ هذا الحبيبُ دنا

تُضحي دُنانا ضياءً دونَما سُرُجِ


والسعدُ طافَ بنا يروي القلوبَ بما

صافٍ روانا  الهنا كالشهدِ مُمْتَزَجِ


فلا تلمْ أبدا فالقولُ ضاعَ سُدا

فالحبُّ وعدٌ غدا لا ليس من حُججِ


إن دار كأس الهوى 

يوماً أتاكَ فما

عسى تقولُ لنا يا صاحبَ الهرَجِ


عائدة قباني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق