الخميس، 28 يناير 2021

( حنين ) للشاعر عبد الحكيم بكرو - سورية

 قصيدتي: حنين/البحر البسيط

…………………………… 

قلبي على فقد الأحباب منْكسرُ

        أبكي عليهم والآهاتُ تستعر

شوقاً أحِنُّ لِذكْراهمْ ويحزنني

قطعُ الوصالِ فدمعي اليوم ينهمر

أمي أبي وصديقٌ كان يؤنِسُني

   أهلُ الوفا كيف أنساهمْ فأنحدر

أمي التي أنجبَتْني بعدما بَذَلتْ

         للموتِ نفساً والآلامُ تعتصِر

غضَّتْ عن الأوجاعِ طرفَها لمَّا 

     رأتْ دموعي من العينيْن تنتثِر

جاشتْ عواطفُها فضمَّني صدرُها

      صدرٌ يضمُّ الكونَ حين ينتشر

سخيةٌ والحنانُ فيضُ مُهجَتِها

         كالنبعِ حين يفور ثم ينفجر

ياربِّ أَجزِلْ لها خيرَ الجزاءِ لِمَا

          أفنتْ لهُ عمراً وأنتَ مُقْتدر

أما أبي كان للدنيا يجاهدُها

  جَلْدٌ على تحصيلٍ الرزقِ يصطبر

فالرزق من بين فكيْها يناضلُه

            دوماً يغالبُها عَيَّاً فينتصر

وكان نِعْمَ المُرَبِّي حينَ وجَّهَني

        للعلمِ يدفعني للجهلِ يحتقر

كلَّتْ يداهُ وانْحنى لهُ ظهرٌ

     لم يشْكُ هماً لنا بالصبرِ يسْتتر

وسِّعْ إلهي قبرَهُ وهيِّئْ له

      فيهِ الجنانَ وأنتَ أنتَ مقتدر

ولستُ أنسى فضْلَ جدي العالِمِ 

      كان المؤدِّبَ لي بالعلمِ يشتهر

أسفارُ معرفةٍ جابتْ دواخلَه

            ماناظروه بها إلاَّ له الظَّفَر

بحرٌ محيطٌ وعالِمٌ سرى فِقْهُه  

 ماخابَ رأيٌ له في الناسِ أونظر 

ويقبِضُ اليدَ عن مالٍ جزاءً له 

        ماانْحازَ للدنيا لم تغْرِهِ الدرر

فارْفعْه ياربي مقامَ مَنْ عملوا

       بالخيرِ لم يُثْنِهمْ شرٌ ولا ضرر

إذا حزنتُ عليهمْ أو بكيتُهمُ

        فاعلمْ بأنَّ لهمْ في عمْرِنا أثر

نقْتاتُ أعمارَنا شيئاً فشيئاً إلى

      أنْ ينتهي زادُنا وينتهي العمر

نأْسى على مَنْ فقَدْنا مُرْتحلاً

          أظلُّ أذكرُهمْ فتُسْفحُ العِبَر

لي في الحياةِ خِلٌّ وفِيٌّ خسرتُه

      صافي الفؤادِ نقيٌّ طاهرٌ نضِر

سمحٌ سخيٌّ كريمُ الأصلِ معدِنُه  

     في قلبه طيبٌ يحلو به السَّمَر

قد كنتَ إبراهيمُ لي أخاً صادقاً

   غُيِّبْتَ كالبدرِ في المحاقِ يندثر

أثابَكَ اللهُ رحمةً تطالُ بها

   جناتِ عدنٍ نعمَ المصيرُ والظَّفَرُ

………………………… 

*بقلمي* عبد الحكيم بكرو


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق