الاثنين، 11 مايو 2020

من أغراكِ في غرقي ؟


مَن أغراكِ في غرقي ؟
سافرت في صوتِكِ الملقى على الأفقِ
يجتاحني : عاشقاً مضنى ... ألا أفقِ
لكنّني يا فتاتي قاتلي حلم
كوجهكِ العذبِ إذ يأتي من الشفقِ
و كلما طوّقت عينايَ غربتَه
يتيه في الذاتِ أو يأوي إلى الغسقِ
أنأى إليكِ و جمر الحب يشعلني
كأنما أنتِ و الأحلام في سبقِ
أتعبتموني فأين الشطّ يجمعنا ؟
كلاكما واعدي بالغائم المذقِ
مثل امرئ لاجئ للبحر من ظمأ
صحراء تغزلها الأوهام بالودق
لكنني و رصاص اليأس يمخرني
أغزو الدجى بشراع العزم و الخلق
فلم تزل همّتي تجثو على جبلٍ
و دهرنا مسلط فأساً على عنقي
مالذة العيش إن لم أنغرس علماً
ماالعمر إلا رساميل من الخرق
يا للطموح و ما أحلاه من قدر
مفتاح مجدٍ و لن يصلاه ذو خرق
فإن تمت دونه نلت العلا شرفاً
كالبرق يخشى و إن لم يأتِ بالغدقِ
إن لم تكن قدراً ماعشتَ في زمنٍ
و إن ملكتَ كنوز الليلِ و الفلقِ
هذا هو الحلم ما أضناه أرقني
كفيكِ .. أسكرني دنّاً و لم أذقِ
فيا فتاتي كفى بالحلم يقتلني
فما لطيفكِ يأتيني على نسقِ
لا تبخسي غربةً تغفو على هدبي
كدربك المنتهى ملآن بالخلق
ياهمسة الفجر في أحداق مكتئب
طفلٍ و أشهى ما في الكون و الحدق
تبدينَ في خافقي و النار تشعله
كجبهة الشمس إذ تلتفّ بالأفقِ
ملأت عينيَّ من عينيكِ أشرعة
سماؤها شجن و البحر من قلقي
قد خبّأ الليل في عينيكِ عتمتَه
و خزّنَ النهد ما في الكون من شبقِ
فأنضج الفستق السكران في شفة
و أورقَ الزنبق النعسان في العنقِ
يرسمك القلب في أرجائه سوَراً
و رحمة ترتجى ماشئتِ فارتفقي
أخشى عليكِ أعاصيري بهدأتها
فكيف إن فاضت الأنساغ بالنزق ؟!
فالشرق لازال يجري النهر في دمك
و إنّني روحه و الغرب منطلقي
قد ملّني الوجد فابتاعي لنا أملاً
يا طعنة الروح مَن أغراكِ في غرقي ؟
فالأمس مثل غدي بالحزن متشح
يا أنتِ يادرة الإخلاف و الأرق
أسعى كما تصعد الأمواج مرتفعاً
أستعذب الجرح رغم الآه و المزق
أهواك يا امرأة رغم الخناجر في
دمي أريجَ المنى كالطيب في الحبق
هذي صحائف صدري أجمراً زرعت
إن تشتهي ذا اللظى .. ما شئتِ فاحترقي
عمر اسماعيل - سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق