طفل عشتار
أنا طفلٌ ..
أصنعُ من عود الثقاب
صورة الشمس والقمر
وأقضمُ رغيف خبز خالياً
إلاّ من أملٍ ونبض قلب
وأَرفقَ بحال من حولي
أرتّب فوضى الحرمان
أحمل عن أمي أوزار أبي
وسخط الزمان
أغدو إلى مدرستي
شبه حافِ
فارغ البطن
إلاّ من براءتي وذاكرتي
ووظائفي في قرطاسيَّ
الممزق ..
وابتسامة رُسمتْ قسراً
والجوع طي الكتمان
أعتصرُ ليالي دون عشاء
تفوح مني رائحة التعفف
بين زحمة المتسولين
من الأطفال
وتمضِ الأيام غصّة
مًرّة .. كئيبة .. متباطئة
كخطوات سلحفاة
أنا طفلٌ ..
يافعٌ .. بلغ الحُلُم
وتعدّى السنين بوابلٍ من قهر
عبث في الأركان
وقدْرٍ يسيرٍ من فتات
دخلِ أبي ...
وما حيلتي .. !!!!
ضعفٌ .. بضعفٍ .. بضعف
وقسوة الأيام تنهشُ أحلامي
حين أرنو الأشياء
بمقلةٍ منكسرةٍ
وحزمة حسرات ..
أتيه في الأمنيات
وأختصرُ المسافات
لا حاجة لي بهذه الأشياء
أمنّي النفس بالأماني
حتى الهوى اعتذرتُ له
والنبض أسكتته الزفرات
أنا طفلٌ ..
بلغ الرجولة بكل مسميّاتها
لكن براءة طفولتي
لم تغادرني
قدّستُ عشتار
وقرّبتُ لها قرابين الوفاء
فوقعتُ في فخ العصيان
أغفو على حُلُمٍ بالسعادة
فيخذلني الحُلُم ..
أتيه في صحراء الأماني
والأماني ... سراب
أنهكني التجافي
بين براثين التناقضات
بيتي .. قدري .. زنزانتي
والسجّان .. جلّاد
عاث في ضلوعي نزقاً
حتى أنفاسي بحسبان
عشتار ....
ماعادتْ تلك التي رسمتها
في خيالي ..
عشتار ...
حطّمتْ كل أحلامي
وكبريائي ...
في ليلةٍ سمراء
نويت صلاة المسافر
وجهزتُ رحالي
وامتطيتُ سُحُبَ النجاة
وغادرتُ موطن الأغلال
أنا طفلٌ
والرغبةُ جامحةٌ إلى عشتار
تلك التي أحْلُمُ بها
وقرأتُ عنها بالأسفار
عشتار .. آلهة الحب والجمال .. والكمال
عشتار أيقونة الصفاء
والنقاء ..
عشتار .. أنوثة وكبرياء
احلُمُ بعشتار التي خزّنتُ
صورتها في ذاكرتي
ورسمتها في قلبي
وأسكنتها روحي
عشتار الأمل ..
فتشت عنها طويلاً
كانت تنتطرني عشتار
التي حلِمتُ بها
أرحتُ كاهلي على كينونتها
وطفقتُ في رحاب جنائنها
لكنها عشتار ..
من نوعٍ آخر
أخذتْ كل أحلامي
ورمتها في بئر يوسُفَ
ومزقتْ قلبي ..
.......... بقلمي
Ⱥ.Ⱥ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق