السبت، 30 مايو 2020

حوار مع الليل للشاعر Farah Ammar Farah

حوار مع اللّيل

يا ليل.. لماذا أنت حزين!!!
تغمرك الشّجونِ.. 
أم أنّ الشّجن حيلتك..
ليهجر الكرى جفن عيوني ؟
إن كنت تصطنع الشجن..
تطيل به سمري..
يا رفيقي الشّقي ..
أعلّمك في الحزن فنونْ
يا ليل.. يلد صبري من صلد الألم
ساكنا.. كصمت القبور..
يُرخي من عيني الجفونْ
يتّخذ نياط القلب أوتارا..
يعزف ألحان الألم.. حدّ الوجع..
شجيّ لحن من عالم الجنونْ
يا ليل.. هل ذقت طعم الفراقِ؟؟
أم فقدت الرفاقِ؟
هل إغتربت غرّ.. تطارد حلماً
و نمت تفترش العراءْ..؟
لحافك وجه السماءْ ..
تنشُد حضن الحنونْ ؟
هل فقدت الوطن ذات ربيع..
بثورة صفراء لا شيّة فيها..؟
وندمت حدّ الجنونْ؟؟؟
هل أمسكت بيد أمّك تحتظر..؟
وكأنّ الشتاء حلّ بكفها..
وملك الموت يُطبق لها الجفونْ ..؟
هل شممت رائحة الموت؟
أينما أدرت وجهك.. 
وقعت عليه العيونْ..؟؟
كفاك حزنا يا رفيقي..
لقد آلمت القمرْ..
فتوارى في الأفق وانحدرْ..
والسماء أطفأت فوانيسها..
و ظلامك لفّه السّكونْ
لا تخشى فراقي..
ما تركت قطّ رفاقي..
و ما كرهت لك مسامرهْ..
رغم دنائة المؤامرهْ..
و كل طقوس المحونْ
يا ليل.. هذا أنا....
رَكِبنا البحر خلسة..
نتلو آيات النجاة.. ودعاء الكرب 
في القارب الملعونْ
نِمنا سويّا على حدود عربية..
مكتوب عليها مرحبا بك....
عبرنا مع الفجر خلسة وافترقنا..
واحتفلنا من بعدها على نخبك.....
ركضنا بين الرصاص نراوغ الموت..
و ما آثمتنا الضنونْ
أتذكر قهقات تحت القصف؟..
أتذكر فوانيس العيد؟؟...
أتذكر عيون مخمليهْ..؟
لفتاة شرقيهْ..
و سواد عينها من كُحلك...؟
لا أراك يا شقيّ تذكر رفقة السّنينْ
يا ليل.. إذا جاء قطار رحلي صُبحا..
سأنتظرك مُسجّى برُكني لأودّعك..
لقد تعوّدت الفراق.. نشأ معي..
أكلنا وشربنا وكبرنا سويّا..
وصار يُمليني الشعر الموزونْ
سآخذ فراقي هذه المرة و أرحل..
وأمسح ظلمة على وجهك..
كي لا تغمرك  بعد الفراق الشّجونْ

                                فرح عمار فرح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق