الأربعاء، 24 يونيو 2020

( ميلاد القصيدة ) للشاعر المبدع ضو بن صالح

ميلاد القصيده

فتحت نافذتي لقصيدتي
فتمنعت
فتحت لها أبواب قلبي
فتحت لها يدي فأبت
فتحت لها كل دفاتري
لوحت لها بقلمي
تبسمت
دنت خطوة أو خطوتين 
تأملت
ارهفت السمع و دققت
تمنعت
فإذا بدخان سيجارتي
يعم زوايا بيتي
وضجيج اليأس
يملأ شوارع أفكاري
يلف خواطري
يخنق انفاسي
يطفئ الشمع من حولي
تتلاحق الأفكار
تتلاقح الذكريات
ما بين الماضي والحاضر
وعلى أسوار السراب
تعثرت
سقطت
تلملمت
ثم اختنقت
تختنق القصيدة بالدخان
تتسربل تارة
تتموج طورا
وتطير مع الدخان
تتبخر كالضباب
كالسراب
كأحلام ايقظتها نواقيس الكنيسة
و أصوات الأذان
تطير القصيدة بلا عنوان
ألاحقها
اطوقها
أحضنها بكل ود و حنان
تنتفض من بين يدي
تنفجر كالبركان
تعلن العصيان
مالي وأقلامكم في هذا الزمان
شقاق... نفاق.. وبهتان
هجر... صد وعدوان
انا القصيدة العصماء
انا القصيدة الصماء
انا حلم الشباب
ونضال في القتال
فوق الجبال الشاهقه
انا الطبيب والمداوي
وفكرة الصناع في المخابر
و العقول الهاويه
انا الربيع في الحقول
انا الطيور... انا الزهور
و الصبايا اليافعه
انا نداء الفجر
وبسمة الصبح الضحوك
واقمار زاهيه
افيق من الضياع والتيهان
اطفئ سيجارتي
واستعد الكتابه 
ولكن اقلامي خاويه
وتختفي القصيدة فجأة
وتأتي ساعة المخاض
فتولد القصيدة ميته

                  🇹🇳 🇹🇳 ضو بن صالح 🇹🇳 🇹🇳

هناك تعليق واحد:

  1. قصيدة رائعة من شاعر مخضرم. بمزيد التالق و الابداع شاعر الخضراء

    ردحذف