الجمعة، 5 يونيو 2020

وريقات خريفية للشاعر أحمد عرب

وريقاتٌ خريفية
على شفا هاوية .. ونيّف
كاد نجمي أن يقع
في فوضى الكلمات
الزاجرة .
ويتصدّع من هول أعاصير
هادرة .
لملمتُ حروفي من نداءات غيث في رحم سحابة
عابرة .
أسترحم الغيث المولود كُرهاً
في أرضٍ
مسافرة .
لم يَعُدْ لي فضاءاً أستريح فيه إلاّ بعضاً من نجماتٍ
حائرة .
وبضع وريقاتٍ خريفية
على أرصفة عمري
العابرة
أتلفح بوشاحٍ يستر 
نصف جسدي
والنصف الآخر تغطيه عيون
ساخرة .
أقتات من فُتات ماتبقى
من خبز 
الأكاسرة .
فتُسابقني صيحاتهم مدويّة
وطعناتهم تفقدني 
الذاكرة .
حتى كلماتي اغتصبوها
وحروفي ومدادي والقوافي
أصبحتْ في عُرفهم
عاهرة .
أوقدوا نار اللّظى 
وحوّلوا رياضي وجناني
خاوية على عروشها
وواحتي أصبحتْ دروباً 
وعرة .
ومُقلي حُبلى بالدمع
والمخاض تعسر
أكبح جماح زفراتي
وتختنق بين ضلوعي
المتكسرة .
على خافقٍ مات مصلوباً
على أيدِ 
الجبابرة .
وليل قصائدي في البراري
موحشٌ
ووحوش البراري على قصائدي
ثائرة .
فكأني ألبستها العُرِيَّ
في بوحي
فاجرة .
من الكبائر أن تُرخي حُرّةٌ
خمارها .. إذاً هي
سافرة .
وإذا المؤودة سؤلتْ
بأي حرفٍ قُتلتْ
بأحرفٍ 
سامرة .
كل الظباء في البراري
لحمها مُرّاً
إلاّ ظبيتي جعلوا منها وليمة
عامرة .
فكلوا وانهشوا واغتصبوا
كل كلماتي وحروفي وقلادتي
الطاهرة .
سأبقى وروحي إلى العلياء
مسافرة .
ولتنعموا بغيّكم وبأشلائي
على وجوهكم 
وعلى أرصفة ذنوبكم
متناثرة .
.......                    بقلمي
       Ⱥ.Ⱥ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق