الثلاثاء، 2 يونيو 2020

حرب الأشباح مع المستذئبين قصيدة للشاعر Farah Ammar Farah

حرب الأشباح مع المستذئبين

ليلة قمر المستذئبين في الأرض الوُسطى..
تَنْسِل من ذاكرة المَخْبَر المتعفّن..
أشباح متعدّدة الجنسيات..
استعارت وجه دراغولا الملعون.. 
أسرجت.. تمتطي صهوة الطاعون
وزّعت أكواما من الوهم ..
على المتخمين جوعا بلا معدة..
في أوطان قابعة على الخازوق..
سلاح دفاعها.. كمامة.. قفاز و بوق
جَمَعَ المستذئبون رفاة الأشلاء..
صادروا الحقيقة من ذاكرة الأحياء
خَلَت كلّ الأسواق من الإكتظاظ
و الشوارع من العبث الفضغاض
الأرواح تصطف و تعرج أفواج
و الموت كَمِنَ بين فكّي مستذئب
أحكامه في النّاس زئبق رَجْراج
أُبْطِلَت صلاة الجماعة..أغلقت دور العبادة..
طاقية الرّعشِ تحت حائط متداعي تبكي.. 
سمحت لصاحب البيت العتيق بالأذان
أن صلِّ في رحالك و أخلِ المكان 
كلّ الوجوه فقدت وجوهها..
مساحيق ريلفون و سيفورا و شانيل.. 
تحرّروا من قبح  الجلد المُتجعّد..
تخلّصوا من رائحة نَتْنِ إبِطٍ خنزيري
بموجب خَتْمِ المرسوم الأميري
القبلة الموبوئة تتوارى مذلولة..
تُطبق عليها الشّفاه المُحنّطة إشفاقا..
ولازال أهورا مازدا يُنازل عبثا أهورا مان..
يطارده كَعِواء الريح في أزقّة طهران
هيفيستوس تجلّى على الهضاب السبعة..
أيقظ نيرون ليحرق روما من جديد.. 
و توعّد كلّ الربّانيين أشدّ الوعيد
فَزَع القسّيس.. و الرّهبان.. و المطران..
أحرقوا الجثث و أنكروا الدّفن والتّعميد
و تعالت الأدعية تُشنّفُ آذان المسلمين
على الصوامع آذان.. دعاء و بكاء
تستجدي الغوث من باب السّماء
تراتيل تصمّ آذانهم.. تسترحم ربّ العالمين
وهل ينفع الذّكر اليوم..؟ و القوم مُقعدين ؟
و لازال يدور القتال ضروسا طاحنا.. 
بين جيش الأشباح و المستذئبين
 
                           فرح عمار فرح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق