شمس الحريّة
مشهد (1)
نفقتُ ضوء فانوسي أكتبكِ..
بدأ القصف مُريعاً ...
أُريقَ مداد المحبرة الدّاكن..
غطّى وجه القصيدة.. عطّر المكانْ
أضاء اسمكِ من تحت الحبر..
كقرص الشّمس من فوق السّحاب..
علّقت دفتري بسقف البيت..
أنار الأركانْ....
حفرتُ القصيدة على الجدرانْ
مضيت مع الفقراء للحرب.....
رجعتُ بعد نصرٍ و عامْ ..
رأيت ضوء يُشعّ تحت الرّكامْ
زرعت الرّاية.. أصبح وطن الشّمس
و اختفى من وطني الظلامْ
مشهد (2)
تعلّمتُ الرّسم حديثا..
رسمتُ لوحتي الأولى بجانب البحيرة..
ثمّ رميتُ شباكي..
سخرت السّمكة من الرّسم..
و غاصت في الأعماقْ..
استغفرت لذنبي..
تعلّمتُ الأخلاقْ..
القتل و الفن مختلفانْ
أهديتها اللّوحة وأخليت المكانْ
رأيت في الحلم أركب لوحا..
يعبُر ظلاما دامسا..
يطوف حول الشّمس
تسحبه الحيتان
مشهد (3)
مررت بالمقبرة.. زيارة للشّهداء..
أفشيت السّلام..
استعذت من عذاب القبرِ..
و فجأة الموت والغدرِ..
أكثرت من الدّعاء والتلاوة..
حُرمة الموتى و صمت القبورْ..
انتبهت لتلاوتي تخبرني..
القوم يحيَوْن في عالم من نورْ
و ليسوا موتى نِيامْ
نحن من نعيش في غفلة ...
نظرت في عمقي فجأة..
إختفت شمسي و عمّ الظلامْ
قُضِي الأمر وجفّت الأقلامْ
فرح عمار فرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق