الاثنين، 1 يونيو 2020

حوباء و حوبة و عواء قصيدة للشاعر Farah Ammar Farah

حوباء وحوبة وعواء

إن كان عواء الكلب يؤذيك صوته
فلنا في مملكة الطين كلاب دون عواء 
مستذئبين في ليلة إكتمل بدرها..
ينهشون لحومنا بصمت ..
تحت نحيب القمر أبناء "الطلقاء"
زروعوا أنيابهم على ناصية الوريد..
يلِغون حتّى الثمالة في الدّماء
سأرسم دولة فيها كل أواني جراحي..
وأدع الطائي يكرم قبل ذبح الفرس نواحي..
أنا من القدس.. من بغداد .. من اليمن..
من كلّ جرح عربي نازف.. 
من الشام من أرض تونس الخضراء
أذكر أن مائدة السّلطان عامرة..
ثمر بهيج .. من كلّ زوجين اثنين..
حُلمنا منضود عليها شِواء...
و سفرة اليتيم خاوية من البكاء
تكالبت علينا النوائب.. تنسل..
عجّل فلك الأمر يا صاحب القضاء
الموتى زاد حزنهم وطء الزّناة ...
تبرّموا في أجداثمهم..
و دبيب الثّكلى.. أشجى السّماء
تذكّر .. كلّ عويل له حوبة.. 
حتّى حبّات الرّمل وقطرات الماء
الفؤاد أمسى ساحة إعدام
مشنقة شاهقة تدلّت منها حوباء 
(اسمع بهم وابصر ) ستُساق أقدامهم 
سَوْق العبيد في الرّمضاء
إقرأ.. هذه دموع العجائز.. مداد قاني..
خطّ بها قلم الحزن على السّحاب..
أمطر على الجرح قصائد الرّثاء
أنين.. نحيب.. نواح.. صياح...
عصيّ قول ما ناحت به الخنساء
سوف نوفد للرّحمان آنية من زمرجد.. 
وتيجاني فوق الرؤوس المخلّدون.. 
يحومون حولنا.. 
من نورٍ هُمْ .. ونحن من طين و ماء 
سجّلتُ مظلمتي وشما على جبهتي 
لا يصلح القرطاس للوشم..
من غدير الدم المنسي..
لتقرئها أنت أمام العرش يوم اللّقاء

                 كاظم الكعبي/فرح عمار فرح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق