الخميس، 27 أغسطس 2020

( رسالة إلى عبدالله ) للشاعر عمر اسماعيل - سورية

 رسالة إلى عبدالله 

يا عبدالله تذكر :

مات الحجاج 

و من قبل 

مات عمر

فالسيوف أواني زجاج مكسّره

لم يعد يجدي سيف خالد 

و لا سيف حيدره

فالأمور قد خرجت عن زمام السيطره

عبدة المال هنا تحكم 

و الساسة بعض خناجرهم 

متكئين على العمامات 

فكل مَن يرى غير مايرون 

فهو منكر

ياعبد الله تذكر

هنا المساجد من رؤوس الفساد تتعمّر

فمن يعمر الأوطانَ

إلا من بالفساد اعتمر ؟!! 

يا عبدالله 

أن الخيانة أصبحت وجهة نظر 

و الوطنية عمامة تُرتدى 

كي يرمي سهمهم كل من يزأر

من تناشد يا عبدالله ؟ 

مَن ؟!

و لا معتصم يرفع الرايات 

و الجيوش خلفه أسود مجلجله

فالكل متلهّف لقتل أخيه

كي يرضي جحيم القتله

فإن راودك الحنينُ إلى أحصنة الحق

فتذكر 

أن الطريق معبدة حتى المقبره

فالأمور أيا عبدالله

 قد خرجت عن زمام السيطرة 

انظر من المحيط إلى الخليج 

ماذا ترى ؟

أعلاماً وجهتها تل أبيب

فوق جماجم الشعوب ناظره 

و الساسة يا عبدالله العينُ

وتل أبيب المسكره

كل يسير على الصراط المرسوم له 

فمن يجرؤ أن يعود القهقره ؟

بيروت يذبحها أهلها بسيوف الأعداء

و دمشق 

و بغداد

صنعاء 

و طرابلس 

ما اعظمها من مجزره

ياعبدالله إن استنكرت 

فالعاقبةَ تذكرْ

و اغضض شهوة الحنجره

فالطريق معبدة حتى المقبره 

طريقنا إلى القدس 

تمر بتلك العواصم العربيه

هكذا يرى الساسة المتصهينون

او ما لقنتهم إياه جهابذة الصهيونيه

يحملون إليهم أغصان الزيتون 

و يصوّبون إلى صدورنا رصاص البندقيه

و كل من يشرب نخب دمائنا 

يَعِدونه ببضع و سبعين حوريه

لماذا نراهم يصرخون ؟

فالأولى أن تصرخ الضحيه

يا عبدالله أمعن بخارطة الوطنْ

يلبس البياضَ

هل هو ثوب الزفاف ؟

أم الكفنْ ؟ 

كتبوا على الوطن العربي 

هنا بيّارة الصهيونيه 

فاختر ياعبدالله 

أن تموت بسيف عباد المال

أو تصبح غصناً في أشجار الخيانة أزهر 

قلبي عليك يا عبدلله 

ستبقى يطعنك الوطن الذبيح

و على وقع نزيفك العدو يسكر 

و ستبقى تضجُّ بأنفاسي أغنيتي :

سلام عليك يا وطنا 

لم يبق لديه ما يخسر .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق