الأحد، 30 أغسطس 2020

( الفاتح كورونا ) للشاعر المبدع فرح عمار فرح - تونس

 الفاتح كورونا


سيدتي فيروز.. 

منذ حرب و غيض سنين...

"مرّيت بشوارع القدس العتيقة" 

"أمام الدكاكين" 

"التي  بقيت من فلسطين"...

صوت يهز النياط أسى..

ويحمل الشوق للمنتهى.. 

فيخفق القلب بين الضلوع..

و ينهمر فيض الدموع....

اليوم يا سيدتي.. أدام الله عزّك..

في بلاد الاعراب.. جائحة..

آذان .. و أجراس.. ونائحة..

أحكموا غلق الشوارع.. 

أقفرت كل الدكاكين..

سوى بعض الشباب المتسكّع

يتشبّهون بأطفال الحجارة..

تنهرهم مكبرات صوت الجُند..

على نواصي الانهج متسكّعين

اليوم يا سيدتي فيروز..

نستنسخ كُرهًا شوارع القدس..

و بؤس حواريها القديمة..

و تفاصيل وجهها الحزين

ومن نِعَمِ ربك.. أكرمنا بمعجزة..

أصبح كل الوطن فلسطين

و مسّ الناس شيء من الجوع..

والخوف ونقص في الأموال..

والزيت والسكر والدقيق ..

و الجعّة الفاخرة.. والرخيصة..

فقدت الفياغرا سحر فعلتها..

والسجائر المهربة نكهتها..

و فقدنا عدد قليل من الأنفس..

إصطفاهم إليه رب العالمين..

جرّد علينا حملة.. الملك فيروس..

ركابه فاق أسطول بربروس

يعتمر تاجه.. منتفخة أوداجه..

مدجّج بالخوف و الرّعب..

يوزّع الموت كهِبة الأمم المتحدة.. 

ومنظمات الغوث على الجائعين

يبغي في الأرض عدلا وإصلاحا..

يتبعه جيش عرمرم من المقاتلين

أشدّ فتكا من اليورك والمغول..

و رعبا من العنقاء والغول

وأقسم فيهم يمينا مُغلّضا

ليَسْفعنّ بناصية القوم الكافرين

فثابت كل الخلائق لبارئها..

وشهدوا أمام بطشه أنهم مؤمنين

مرّ على الأمصار.. دخل القدس

و بات يهوذا بيننا محاصر..

و ماله من مغيث و لا ناصر

فبئس القوم الظالمين

اليوم يا سيدتي فيروز.. 

كورونا يعبُر.. ويشفي الصدور

كتخطّي جدار برليف عند العبور

بعد خيانة وتآمر البدو الأعراب..

وصفقة القرن مع الأغراب..

هبّ للقدس.. النّاصر كورونا..

اليوم ..سنكتب نصرا للقضية..

بلا مفاوضات و لا بندقية..

من بعد الناصر صلاح الدين..

يدخل القدس اليوم جيش خفيّ..

بقيادة كورونا عظيم الفاتحين


                             فرح عمار فرح


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق