رحـــلـــة الــتـــكـــويـــن
مَا جَعَلَ اللَّهُ في جوفكَ مِنْ قَلْبَيْنِ
شاء الله أن يكون لي ذلك
فقلبي الأول كان لك
في محطة تعارفنا
خلف كواليس التكوين
في رحلتنا الوجودية الأولى
منذ البداية سكنت لك
وجدتك ذو خلق عظيم
جذبتني إلى سحر صفاتك
تعثرت لاهثة في غرامك
التفت إلى الشوق الساكن قلبي
منذ آلاف السنين
مررت عبر تلك الفصول المنقرضة
سكنت روحي أجواء الربيع
انطلقت مهلهلةً ابتدأً مولدي
الفراشات رافقتني ترنمت لي
وتراقصت في حضني الوردات
فُتِحت على يدي قلاع الحب
لم اقتحم أي شيءً منها
بل شرعت لي الأبواب كلها
عندما وقفت على أسوارها
أنا قطرة نور عرفت أنت مصدرها
و اخترتها ودق لها قلبك
فهبط الحب من رحم السماء
في قلبي الأبيض النقي
نبض ذلك العرق على أوتار الحواس
نبت في كل يوم ريحانه
التحمت فيك حين وجدتك في عالمي
عزفت على القلب
وجمعنا الله آمنين مطمأنين
مصدقين بكتاب الله
بسم الله الرحمن الرحيم
(ومن كل شيء خلقنا زوجين)
أودعتك نفسي و صلبك لي
فكان لنافي حياتنا الدنيا
قصة مودة وأنس جميل
وعبرت رحلتنا في سلالة التكوين
حيث كنا هناك
و تكرر الحدث الأول
نبض في جوفي قلبٌ ثانٍ
تصور من تساوي النورين
كان يحدثني يكسوني بالإيمان
فتحدثت معه بلسان الحال
في لغة الزمان الجميل
فخرج القلب إلى عالمنا
قطعة حياة جديدة بين يديك
شع نورها بثت سكينه
تلاها قلب رقيق مفعم بالحياة
بعد مدة خمس سنين
فكان لنا آيتين في العالمين
فاطمة خلف الدبيسي
العراق / البصرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق