لُب الكلام
الشّاعر ساحر أبيض..
يرقد الافق على طرف لسانه
متى صهل الحرف أسرج..
كلماته ملحمة..
تلهب العساكر والثّائرين..
ينسج من عمق حزنه رثاء
يهز نفوس الضّاجرين..
يغزل من ظفائر الشّمس..
من السّنابل.. خُضر.. صُفر..
من بياض النّرجس.. من الثّلج..
من قطوف الياسمينْ
يستلهم من نور القمر..
من موج البحر..
من عطر اربعينيّة تعبر أمامه..
موج من الغزل يُغرق به العاشقين
يغوص في نفسه كالصّوفي..
عالم مثل السّحر..
خيول و ساحات حرب..
مراكب.. نسائم بحر و اهازيج البحّارة..
غواني ..خمّارات.. سكّير يعِض إمامْ..
نعوش .. جيوش.. طبول.. صدامْ
أنهار وأشجار .. كواعب أبكار..
يرى ما لا تراه العين
الشاعر يا دام عزّك كالحوّاريّين
ينطق لغة يفهمها كلّ إنسانْ
يعجز عن نظمها سائر أللّسانْ
الشّاعر رسول "لغة الصّمت الصّارخ"
إذا ما طارح الطّير..
خاطب هدهد سليمانْ
يمسح على الضاد..
تتنزّل من عروش الرّوح مسبّحة..
تراتيل لها الأوزان..
الشاعر أربعة فصول مجمّعة..
فؤاده.. مروج ربيع و حدائق معلّقة
يقطّرُ الغزل أنغام و غناءْ
إذا ما لجّ غضبا أمطر قصيدة..
رعد و برق.. وحلّ في الرّبيع الشّتاءْ
و من الخريف سحابة تعبر في الصّيف..
إذا شاء صوّرها غيثاً نافعا..
أو تلاها في شعره فيض أمطارْ..
كلّما تساقطت اوراقها كسى بشعره الأشجارْ
فرح عمار فرح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق